النفس توقف بسبب ما يشعر به كلام المناوي المتقدم أن يحيى بن سعيد رواه عن رجل مجهول، ومن المؤسف أن ترجمة أبي ذر في " تاريخ ابن عساكر " فيها خرم من أولها؛ فلم نحظ بالحديث فيها، والطابع لـ " التاريخ " الظاهر أنه لم يجد نسخة منه يتمم بها النقص الساقط؛ فأورد الحديث في طبعته (٦٦/ ١٨٨) بدون سند
مبتدئاً إياه بقوله:
وعن عبيد بن عمير عن أبي ذر قال: دخلت المسجد ... الحديث. فذكره مع زيادة ونقص عن حديث الترجمة؛ دون ذكر فقرة الحزين، فكأن الناشر استدرك هذا السياق من بعض المختصرات.
ثم وقفت على إسناده - بدلالة بعض الإخوان جزاه الله خيراً -؛ ساقه السيوطي في رسالته " تمهيد الفرش بذكر الخصال الموجبة لظل العرش "(ص ٨٠ - ٨٢) .
أخرجه ابن عساكر بالسند المتقدم عن الحاكم من طريق علي بن الفرائضي: حدثنا موسى بن داود: حدثنا يعقوب بن إبراهيم عن يحيى بن سعيد عن رجل عن أبي مسلم الخولاني عن أبي ذر؛ فذكر فقرة الحزين فقط. وقال السيوطي:
" هذا حديث غريب، أخرجه ابن شاهين في " الترغيب " (الأصل: التخريج) ؛ قال شيخ الإسلام: والرجل المبهم ما عرفته، وأخرجه الحاكم في " المستدرك " بحذفه، وزاد بين (أبي مسلم) و (أبي ذر) : (عبيد بن عمير) . وكذا أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب " القبور "، وموسى وثقه أحمد وغيره".
قلت: وهو من رجال مسلم؛ فقول بعضهم: إنه مجهول.. مردود - كما سبق آنفاً، وفيما مضى تحت الحديث رقم (٣٦٦٣) -. وإنما علة الحديث (شيخ يحيى ابن سعيد) الذي لم يسم بينه وبين (أبي مسلم الخولاني) ، ومن هذا الوجه