رواه الإمام أحمد (٥ / ٣٢٢) والهيثم بن كليب في " مسنده "(١٥٩ / ١ - ٢) والخلال في " كرامات الأولياء "(ق ١ / ٢) وأبو نعيم في " أخبار أصبهان "(١ / ١٨٠) وعنه ابن عساكر في " التاريخ "(١ / ٦٧ / ٢) عن الحسن بن ذكوان عن عبد الواحد بن قيس عن عبادة بن الصامت مرفوعا، وقال أحمد عقبه:" هو حديث منكر ". قلت: وفيه علتان:
الأولى: عبد الواحد بن قيس، مختلف فيه، فوثقه ابن معين في رواية وأبو زرعة. وقال ابن معين في رواية أخرى: لم يكن بذاك ولا قريب، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، وكذا قال صالح بن محمد البغدادي وزاد:" روى عن أبي هريرة ولم يسمع منه ". وقال الذهبي:" لم يلق أبا هريرة، إنما روايته عنه مرسلة، إنما أدرك عروة ونافعا ".
قلت: فعلى هذا فهو لم يدرك عبادة بن الصامت، فالسند مع ضعفه منقطع!
الثانية: الحسن بن ذكوان مختلف فيه أيضا، وقد ضعفه الجمهور، وقال أحمد:" أحاديثه أباطيل ". وقال ابن معين:" كان صاحب أو ابد ". وقال ابن حجر في " التقريب ": " صدوق يخطىء وكان يدلس ". ورمز له بأنه من رجال البخاري.
قلت: وقد عنعن هنا. ومما تقدم تعلم ما في قول الهيثمي من الإيهام فقال في " مجمع الزوائد "(١٠ / ٦٢) وقلده السيوطي في " الحاوي "(٢ / ٤٦١) رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح، غير عبد الواحد بن قيس، وقد وثقه العجلي وأبو زرعة، وضعفه غيرهما ". ولم يذكر السيوطي: " وضعفه غيرهما "! فقد أوهم شيئين: الأول: أن لا انقطاع بين عبد الواحد وعبادة وليس كذلك كما بينا.
الثاني: أن الحسن بن ذكوان ثقة، لوصفه إياه بأنه من رجال الصحيح، وسكوته عما قيل فيه من التضعيف، والوصف بالتدليس! قلت: وبهذا التحقيق يتبين لك خطأ قول السيوطي في " اللآلي " (٢ / ٣٣٢) : " وسنده حسن "! وقول ابن عراق (٢ / ٣٠٧ - طبع مصر) : " وسنده صحيح "! وقد روي الحديث عن عبادة بلفظ آخر وهو: " لا يزال في أمتي ثلاثون، بهم تقوم الأرض، وبهم تمطرون، وبهم تنصرون ". قلت: وهو ضعيف أيضا فيه من لا يعرف، فقد قال الهيثمي (١٠ / ٦٣) :