قلت: فهذه متابعة قوية لأبي معشر من ابن أبي ذئب، ولكنه لا يعتد بها، فإنه وإن كان ثقة ففي الطريق إليه ذلك الهالك، لكنه روي من طريق غيره وهو:
الطريق الثالثة: أخرجه ابن عدي في " الكامل "(٥ / ٧٢) ، ومن طريقه ابن الجوزي عن أبي شهاب عبد القدوس بن عبد القاهر بن أبي ذئب أبي شهاب سمعه من صدقة ابن أبي الليث الحصني - وكان من الثقات - عن ابن أبي ذئب، ذكره ابن حجر في " اللسان " في ترجمة عبد القدوس هذا بعد أن قال فيه الذهبي: له أكاذيب وضعها،
ثم ذكر منها حديثا، ثم ذكر الحافظ منها حديثا آخر هو هذا ثم قال: وهذا إنما يعرف برواية عمار بن مطر عن ابن أبي ذئب، وكان الناس ينكرونه على عمار، وقد عرفت حال عمار آنفا.
وخير هذه الطرق الأولى، ومع ذلك فهي واهية لكثرة عللها، وقد قال الحافظ في " تخريج الكشاف "(١٣٠ رقم ١٨١) : وإسناده ضعيف.
٢ ـ وأما حديث ابن عمر، فأخرجه عباس الدوري في " تاريخ ابن معين "(ق ٤١ /٢) ، وابن عدي (٥ / ١٣ و٧ / ٧٧) ، والخطيب في " الجامع "(٥ / ٩١ / ٢) نسخة الإسكندرية والواحدي في " الوسيط "(٣ / ١٩٤ / ١) والثعلبي في " التفسير "(٣ / ٧٨ / ٢) ، وابن الجوزي في " الواهيات "(١١٧٧) عن الوليد ابن سلمة - قاضي الأردن - حدثنا عمر بن صهبان عن نافع عنه، وقال ابن عدي:
وعمر هذا عامة أحاديثه لا يتابعه الثقات عليه ويغلب على حديثه المناكير.