كان ببغداد، يتكلمون فيه، منكر الحديث عن أبي بكر بن عياش، وليس صاحب هذا الحديث هو الأخنسي، بل هو الهمذاني كما صرح ابن عدي في روايته، وهو ثقة وله ترجمة جيدة في " تاريخ بغداد "(٣ / ١٣٣ - ١٣٤) ، فعلة الحديث ممن فوقه.
وأما السيوطي فخفي عليه هذا، فإنه إنما تعقب ابن الجوزي بقوله في " اللآليء "(١ / ١٥٩) : قلت: له شاهد! ومع ذلك فهذا تعقب لا طائل تحته، لأن الشاهد المشار إليه ليس خيرا من المشهو د له!
هو الطريق الآخر: عن بشر بن الحسين عن الزبير بن عدي عن أنس مرفوعا بلفظ:
" لولا النساء دخل الرجال الجنة ".
رواه أبو الفضل عيسى بن موسى الهاشمي في " نسخة الزبير بن عدي "(١ / ٥٥ / ٢) وأبو نعيم في " أخبار أصبهان "(٢ / ٣٠) والثقفي في " الثقفيات ".
قلت: وبشر هذا متروك يكذب كما تقدم (٢٨) ، ومن طريقه رواه الديلمي في " مسند الفردوس " بلفظ: " لولا النساء لعبد الله حق عبادته " كما في " فيض القدير ".
وقد اقتصر السيوطي في ترجمة بشر هذا على قوله عقب الحديث: متروك، فتعقبه ابن عراق في " تنزيه الشريعة "(٢ / ٢٠٤) : بل كذاب وضاع فلا يصلح حديثه شاهدا.