وهذه الرواية صريحة في سماعه من عمران، ولم أجد أحدا تعرض لذكرها في هذا الصدد، ولكني أعتقد أنها رواية شاذة، فإن زائدة - وهو ابن قدامة -، وإن كان ثقة فقد خالفه جماعة منهم يزيد بن هارون وروح بن عبادة فروياه عن هشام عن الحسن عن عمران به، فعنعناه على الجادة.
أخرجه أحمد (٤/٤٤١) ، وهكذا أخرجه (٥/٤٣١) من طريق يونس عن الحسن عن عمران به، ووقع التصريح المذكور في رواية شريك بن عبد الله عن منصور عن خيثمة عن الحسن قال: كنت أمشي مع عمران بن حصين ... رواه أحمد (٤/٤٣٦) ، وهذه رواية منكرة لأن شريكا سييء الحفظ معروف بذلك، وقد خولف، فرواه الأعمش عن خيثمة عن الحسن عن عمران به معنعنا، أخرجه أحمد (٤/٤٣٩ و٤٤٥) .
وخلاصة القول أنه لم يثبت برواية صحيحة سماع الحسن من عمران، وقول المبارك في هذا الحديث عن الحسن: قال: أخبرني عمران، مما لا يثبت ذلك لما عرفت من الضعف والتدليس الذي وصف به المبارك هذا.
وإن مما يؤكد ذلك أن وكيعا قد روى هذا الحديث عن المبارك عن الحسن عن عمران به معنعنا مختصرا.
أخرجه ابن ماجه (٢/٣٦١) .
وكذا رواه أبو الوليد الطيالسي: حدثنا مبارك به.
أخرجه ابن حبان في " صحيحه "(١٤١٠) والطبراني في " المعجم الكبير "(١٨/١٧٢/٣٩١) ، وكذلك رواه أبو عامر صالح بن رستم عن الحسن عن عمران به.
أخرجه ابن حبان (١٤١١) والحاكم (٤/٢١٦) وقال: " صحيح الإسناد "، ووافقه الذهبي!
قلت: وفي ذلك ما لا يخفى من البعد عن التحقيق العلمي الذي ذكرناه آنفا، وأيضا فإن أبا عامر هذا كثير الخطأ كما في " التقريب " فأتى لحديثه الصحة؟ ! ومثله قول البوصيري في " الزوائد ":