أخرجه البزار في " مسنده "(١٩١٣ ـ كشف الأستار) ، وقال:
لا نعلمه يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه، ولا نعلم [له] إسنادا غير هذا الإسناد، وإنما كتبناه لأنا لم نحفظه إلا من هذا الوجه وفي لفظ لابن عساكر:
" الصبي الذي له أب يمسح رأسه إلى الخلف، واليتيم يمسح رأسه إلى قدام ".
ولفظ العقيلي:
" يمسح اليتيم هكذا: ووصفه صالح من أوسط رأسه إلى جبهته ومن له أب فهكذا ووصف صالح من جبهته إلى وسط رأسه ".
أورده الهيثمي في " المجمع "(٨/١٦٣) من رواية " الأوسط "، والظاهر أنه سقط ذكر البزار قبله من الطابع أوالناسخ وقال:
وفيه محمد بن سليمان وقد ذكروا هذا من مناكير حديثه.
تنبيه على وهم نبيه:
لقد تصحف هذا الحديث على الحافظ عبد الحق الإشبيلي، فإنه أورده في " باب التيمم " من كتابه " الحكام "(رقم ٥٣٨ ـ منسوختي) من طريق العقيلي بلفظ:
" يمسح المتيمم هكذا.. "!
وهذا من أغرب تصحيف وقفت عليه، لا سيما من مثل هذا الحافظ، ولست أدري كيف خفي هذا عليه مع أن معناه أكبر منبه عليه إذ لا قائل بالتيمم على الرأس؟ لا سيما وتمام الحديث يؤكد ذلك:" ومن له أب فهكذا.. "! فجل من لا يسهو ولا ينسى، ثم إن الحديث أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية الخطيب وابن عساكر، وكأنه خفي عليه شهادة الحافظين المتقدمين: الذهبي والعسقلاني بوضعه، والقلب يشهد بذلك، والله المستعان.
وفي مسح رأس اليتيم حديث آخر من رواية أبي هريرة وغيره، وهو مخرج في الصحيحة (٨٥٤) .