قلت: وهذا إسناد ضعيف، لأن سماكا، وإن كان من رجال مسلم ففيه ضعف من قبل حفظه، وخصوصا في روايته عن عكرمة، قال الحافظ في " التقريب ":
صدوق، وروايته عن عكرمة خاصة مضطربة، وقد تغير بآخره، فكان ربما يلقن والحديث أورده الهيثمي في " المجمع " بهذا اللفظ، ثم قال (٣/١٠٤) :
رواه أبو يعلى والبزار والطبراني في " الكبير " و" الصغير " بنحوه، وزاد فيها:" ويجزي من ذلك كله ركعتا الضحى "، ورجال أبي يعلى رجال الصحيح.
قلنا: ولنا على هذا الكلام ملاحظات:
الأولى: أن قوله: ورجال أبي يعلى رجال الصحيح، يوهم أنهم ثقات جميعا، وليس كذلك، لحال رواية سماك عن عكرمة، كما بينا.
الثانية: أن قوله في رواية الطبراني: " بنحوه "، يشعر بأن الحديث عنده بتمامه في المعنى، وإنما هو عنده مختصر جدا ولفظه:
" على كل سلامي من بني آدم في كل يوم صدقة، ويجزي من ذلك كله ركعتا الضحى ".
فكان الأولى أن يقول: مختصرا مكان بنحوه.
والحديث قال المنذري في " الترغيب "(١/١٢٦) :
رواه ابن خزيمة في " صحيحه ".
قلت: وأشار المنذري إلى أنه حديث صحيح أوحسن أوقريب من أحدهما بتصدير إياه بلفظة " عن " واغتر به مؤلف " الكنز " فأورده فيه (٢١٦٧) !
فالحديث ضعيف الإسناد، ضعيف المتن بهذا اللفظ " صلاة "، وهو صحيح بلفظ " صدقة " من حديث أبي ذر وغيره عند مسلم وغيره، فاقتضى التنبيه على ذلك، وهو مخرج في " الصحيحة "(برقم ٥٧٧) وقبله أحاديث أخرى بمعناه، فراجعها إن شئت، ثم إن الهيثمي أورد الحديث بلفظ:" يصبح على كل.. ".