قلت: وقد خولف في إسناده، فرواه إسماعيل بن عياش عن محمد بن السائب عن أبي صالح قال:
" قيل لعائشة: إن أبا هريرة يقول: لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا، فقالت عائشة: يرحم الله أبا هريرة، حفظ أول الحديث ولم يحفظ آخره، إن المشركين كانوا يهاجون رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا من مهاجاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ".
أخرجه الطحاوي (٢/٣٧١) فقال: حدثنا يونس قال: حدثنا ابن وهب قال: أخبرني إسماعيل بن عياش به.
قلت: وإسماعيل بن عياش ضعيف في روايته عن غير الشاميين وهذه منها، فإن ابن السائب كوفي، وعليه دار الحديث، فهو آفته.
ثم رأيت ابن عدي قد أخرجه في " كامله "(٣٤٥/١) من طريق حبان بن علي عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس مرفوعا مثل حديث جابر دون قصة عائشة وأبي هريرة.
وحبان بن علي هو العنزي وهو ضعيف كما في " التقريب ".
وبالجملة فهذه الطريق موضوعة، وقد روى ابن عدي عن سفيان قال:
" قال لي الكلبي: كل شيء أحدث عن أبي صالح فهو كذب "(١) .
" وأما طريق جابر، فهي واهية، فإن النضر بن محرز قال فيه ابن حبان:
" منكر الحديث جدا. لا يحتج جدا ".
ومن طريقه رواه أبو يعلى في " مسنده " لكن وقع فيه " أحمد بن محرز ". وقال الحافظ في " اللسان ":
(١) قال الحافظ في " الفتح ": " وابن الكلبي واهي الحديث، وأبو صالح شيخه ما هو الذي يقال له السمان المتفق على تخريج حديثه في " الصحيح " عن أبي هريرة، بل هذا آخر ضعيف يقال له: باذان ". اهـ.