دمشق " (١٧/٨٠/١) عن صالح بن يحيى بن المقدام عن جده المقدام بن معد يكرب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب على منكبه ثم قال له: فذكره.
قلت: وهذا إسناد ضعيف، صالح هذا أورده الذهبي في " ديوان الضعفاء "، وقال: " مجهول ".
وقال في " المغني " و" الكاشف ":
" قال البخاري: فيه نظر ".
وقال الحافظ في " التقريب ":
" لين ".
وأما قول المنذري (٣/١٣٤) :
" وفيه كلام قريب لا يقدح ".
فهذا مردود لوجهين:
أولا: أن الذين ترجموا صالحا كان كلامهم فيه على ثلاثة أنواع:
١ - منهم من ضعفه ضعفا شديدا، وهو الإمام البخاري، فقال قال: " فيه نظر "،
كما تقدم.
وعبارة البخاري هي من أشد أنواع التجريح عنده.
٢ - ومنهم من جهله مثل موسى بن هارون الحمال وابن حزم.
ويمكن أن نذكر معهم ابن أبي حاتم، فإنه أورده في كتابه (٢/١/٤١٩) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.
٣ - ومنهم من وثقه، وهو ابن حبان وحده، فقد أورده في " ثقات أتباع التابعين " وقال (٦/٤٠٩) :
" يخطىء ".
فأنت ترى أنهم جميعا متفقون على تجريح الرجل، إما بالضعف الشديد، وإما بالجهالة، وإما بالوهم.
ثانيا: أن الكلام الذي لا يقدح إنما يسلم لوقيل في رجل ثبت أنه ثقة، والأمر هنا ليس كذلك، لأن توثيق ابن حبان مما لا يوثق به عند التفرد كما هو الشأن هنا لما عرفت