ولا أستبعد أن يكون هذا الخطأ من الحاكم نفسه، فإن له في كتابه هذا أوهاما
كثيرة، يعرفها أهل العلم بالحديث ورواته، وقد اعتذر بعضهم له؛ بأنه مات
قبل أن يبيض كتابه. والله أعلم.
وأما قول العقيلي فيما تقدم:
" هذا يروى بغير هذا الإسناد.. ".
فكأنه يعني ما روى حبيب بن أبي ثابت عن عبد الله بن باباه قال: قال عبد الله:
" خالطوا الناس وزايلوهم، وصافوهم بما تشتهو ن، فدينكم لا تكلمونه ".
أخرجه الطبراني في " الكبير " (٣/٤٦/١) والبيهقي في " الزهد الكبير " (٢١/٢) .
قلت: وإسناده صحيح لولا عنعنة حبيب؛ فإنه مدلس.
وأورده الهيثمي في " المجمع " (٧/٢٨٠)
هكذا موقوفا وقال:
" رواه الطبراني بإسنادين رجال أحدهما ثقات ".
قلت: وعلقه البخاري في " الأدب " من " الصحيح " (١٠/٤٣٦ - فتح) وقال
الحافظ:
" وصله الطبراني من طريق عبد الله بن باباه عن ابن مسعود قال: ... وأخرجه ابن
المبارك في " كتاب البر والصلة " من وجه آخر عن ابن مسعود، وعن عمر مثله،
لكن قال: وانظروا لا تكلموا دينكم ".
وقال البيهقي عقبه:
" روي عن علي رضي الله عنه. وأسنده بعض الضعفاء عن عبد الله، وليس بشيء ".
قلت: وقد أخرجه الدارمي (١/٩٢) عن علي موقوفا بلفظ:
" خالطوا الناس بألسنتكم وأجسادكم، وزايلوهم بأعمالكم وقلوبكم، فإن للمرء
ما اكتسب، وهو يوم القيامة مع من أحب ".
قلت: وإسناده حسن.