وقال في " العلو للعلي الغفار " (ص ٧) (١) :
" حديث حسن الإسناد "!
وكذا قال في " الأربعين " له (١٧٨/١) .
وأقول:
بل هو ضعيف، كما أفاده قوله الأول، لأن فيه علتين:
الأولى: أبو جعفر وهو عيسى بن أبي عيسى عبد الله بن ماهان. قال الحافظ:
" صدوق سيىء الحفظ ".
الثانية: أبو هشام هذا قال الحافظ:
" ليس بالقوي، قال البخاري: رأيتهم مجمعين على ضعفه ".
والحديث ذكره ابن كثير في " التفسير " بإسناد أبي يعلى ساكتا عليه، فظن بعض
الجهلة أن سكوته يعني أنه صحيح عنده وليس كذلك كما كنت بينته في مقدمة المجلد
الرابع من " الصحيحة "، فقد أورده الشيخ نسيب الرفاعي في " مختصر تفسير ابن
كثير " (٣/٥٠) وتبعه بلديه الصابوني فأورده في " مختصره " أيضا (٢/٥١٤)
وقد زعما كلاهما أنهما التزاما في كتابيهما أن لا يذكرا إلا الأحاديث الصحيحة
، وكذبا - والله - فإنهما لم يفعلا، ولا يستطيعان ذلك، لأنهما لم يدرسا هذا
العلم مطلقا، بل وليس بإمكانهما أن يرجعا في ذلك إلى كتب أهل العلم وإلا
لاعتمدا عليهم في ما ادعياه من التصحيح، ولذلك ركبا رأسيهما، وجاءا ببلايا
وطامات لم يسبقا إليها. والله المستعان.
(تنبيه) : ادعى الهيثمي (٨/٢٠٢) أن عاصما هذا هو ابن عمر بن حفص، وأعل
الحديث به، وإنما هو عاصم بن أبي النجود، كما جاء مصرحا في رواية الدارمي،
فإنه هو المعروف بالرواية عن أبي صالح، وعنه أبو جعفر الرازي.
(١) وقد اختصرته، وحذفت منه الأحاديث المنكرة والروايات الواهية، ووضعت له مقدمة هامة في تأييد مذهب السلف في الصفات، والرد على المؤولة وبعض الجماعات الإسلامية التي لا تهتم بالدعوة لتصحيح المفاهيم على المنهج السلفي، وقد طبع هذه السنة (١٩٨١) . اهـ