يروي الموضوعات، ثم ساق له الحديث الذي وقع لنا مسلسلا بالمصريين.
قلت: يعني هذا وذكره ابن الجوزي في " الموضوعات "(٢ / ١٧٢) وأقره السيوطي في " اللآليء "(٢ / ٨٧) وعزاه في " الجامع الكبير " والزيادة لـ (ن) أي:
النسائي وهو وهم أو تحريف، ثم ساق الذهبي إسناده إلى رجاء به ثم قال: هذا حديث غريب منكر تفرد به إدريس أحد الزهاد.
قلت: إدريس هذا صدوق كما قال ابن أبي حاتم (١ / ١ / ٢٦٥) فالتهمة منحصرة في رجاء هذا، وزاد الحافظ في " لسان الميزان ": وهذا الحديث أورده ابن حبان وقال: إنه موضوع، وأخرجه الحاكم وقال: صحيح الإسناد، فما أدري ما وجه الجمع بين كلاميه! (يعني تصحيحه للحديث وقوله في راويه: صاحب موضوعات) كما لا أدري كيف الجمع بين قول الذهبي " صويلح " وسكوته على تصحيح الحاكم في " تلخيص المستدرك " مع حكايته عن الحافظين (يعني الحاكم وابن حبان) أنهما شهدا عليه برواية الموضوعات! .
قلت: والحديث عزاه الهيثمي في " المجمع "(٢ / ١٣٠) للطبراني في " الكبير " و" الأوسط " قال: وفيه رجاء بن أبي عطاء، وهو ضعيف، كذا قال، ورجاء أشد ضعفا مما ذكر كما تقدم، ومع هذا، فالهيثمي أقرب إلى الصواب من المنذري، فإنه أورد الحديث في " الترغيب "(٢ / ٤٨ ـ رقم ١٤) ثم قال: رواه الطبراني في " الكبير " وأبو الشيخ ابن حيان في " الثواب " والحاكم، والبيهقي، وقال الحاكم: صحيح الإسناد.