وأبو الزبير عن عبد الله بن عمرو يكون مرسلا، وقد رواه أبو شهاب عبد ربه بن
نافع الحناط عن الحسن بن عمرو عن أبي الزبير عن عمرو بن شعيب عن عبد الله بن
عمرو. وهذا أيضا مرسل لأن عمرا لم يلق عبد الله بن عمرو. فأما الإسناد الآخر
الذي رواه سنان بن هارون عن الحسن بن عمرو عن أبي الزبير عن جابر.. فلا نعرفه
إلا من حديث سنان، وأبو الزبير لا يروي هذا عن جابر، وإنما يرويه عن
عبد الله بن عمرو، ولسنان بن هارون أحاديث، وليست بالمنكرة عامتها، وأرجو
أنه لا بأس به ".
قلت: وقد أشار إلى أن بعض أحاديثه منكرة، وهذا منها عنده أيضا فقد قال في
المكان الأول الذي سبقت الإشارة إليه:
" هكذا يروى عن الحسن بن عمرو عن أبي الزبير عن عبد الله بن عمرو، ومن قال:
عن جابر فقد أغرب ".
والحديث ذكره الهيثمي في " المجمع " (٧/٢٦٢) من رواية ابن عمرو ثم قال:
" رواه أحمد والبزار بإسنادين، ورجال أحد إسنادي البزار رجال الصحيح،
وكذلك رجال أحمد ".
وعزاه السيوطي في " الجامع الصغير " للطبراني في " الأوسط " من حديث جابر.
وقال المناوي في " فيض القدير ":
" وفيه سيف بن هارون ضعفه النسائي والدارقطني ".
قلت: كذا وقع في " الفيض " " سيف "، ولا أدري أهكذا وقعت الرواية عند
الطبراني أم هو تحريف من بعض النساخ، فإن سيفا هذا على ضعفه قد رواه عن الحسن
ابن عمرو عن أبي الزبير عن ابن عمرو كما رواه الجماعة عن الحسن، أخرجه ابن عدي
، وإنما رواه عن الحسن عن أبي الزبير عن جابر أخوه سنان بن هارون، ولا يعرف
إلا من حديث سنان كما قال ابن عدي؛ كما تقدم. فالله تعالى أعلم.
ثم تبينت بعد الرجوع إلى " أوسط الطبراني " (٧٩٨٩) أنه تحرف، وأن الصواب ما
تقدم " سنان "، وقال الطبراني:
" لم يروه عن الحسن بن عمرو عن أبي الزبير إلا سنان ".