" هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث صالح بن حسان وسمعت محمدا (يعني
البخاري) يقول: هو منكر الحديث ".
وقال ابن عدي:
" صالح بن حسان بعض أحاديثه فيه إنكار، وهو إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق ".
قلت: وقول البخاري المتقدم فيه يشعر أنه في منتهى الضعف عنده، على ما عرف من
اصطلاحه في هذه الكلمة. ولهذا قال الحافظ في " التقريب ":
" متروك ".
ولذلك فقد أخطأ الحاكم خطأ فاحشا حين قال:
" هذا حديث صحيح الإسناد "! واغتر به الفقيه الهيتمي، فصححه في كتابه " أسنى
المطالب في صلة الأقارب " (ق ٤١/١) ولم يدر أن الذهبي قد تعقبه بقوله:
" قلت: الوراق عدم ".
وهو كما قال، لكن الوراق لم يتفرد به فيما يبدو، فقد رأيت الحديث في "
أحاديث محمد بن عاصم " لعبد الغني المقدسي (ق ١٥٢/١) من طريق أبي يحيى
الحماني: حدثنا صالح بن حسان به.
وأبو يحيى اسمه عبد الحميد بن عبد الرحمن وهو صدوق يخطىء من رجال الشيخين،
فهو خير بكثير من مثل الوراق، فإعلال الذهبي الحديث به دون حسان مما لا يخفى
ما فيه!
وقال المنذري في " الترغيب " (٤/٩٨) :
" رواه الترمذي والحاكم والبيهقي من طريقه وغيرها كلهم من رواية صالح بن
حسان وهو منكر الحديث عن عروة عنها. وقال الحاكم: " صحيح الإسناد "،
وذكره رزين، فزاد فيه: قال عروة: فما كانت عائشة تستجد ثوبا حتى ترقع ثوبها
وتنكسه، ولقد جاءها يوما من عند معاوية ثمانون ألفا فما أمسى عندها درهم،
قالت لها جاريتها: فهلا اشتريت لنا منه لحما بدرهم؟ قالت: لوذكرتني لفعلت ".