إياس ".
قلت: فزاد في الإسناد (ابن عمير أبي اليقظان) ، فهذا يحملنا على الجزم بأن
من قال فيه " عثمان بن القطان "، أوعثمان بن أبي اليقظان " فقد أخطأ.
والخلاصة: أن علة الحديث عثمان بن عمير أبو اليقظان، وهو متفق على تضعيفه
كما يشعر بذلك قول الذهبي المتقدم في " المهذب ":
" ضعفوه ".
وكذلك قال في " الكاشف " و" الميزان " و" الضعفاء "، وقال الحافظ في "
التقريب ":
" ضعيف، واختلط، وكان يدلس، ويغلوفي التشيع ".
قلت: هذا الحديث جاء في بعض نسخ " الجامع الصغير " مرموزا له بالصحة، واغتر
بذلك اللجنة القائمة على تحقيق " الجامع الكبير " فقالوا (٢/١٦٠٠) :
الحديث في الصغير برقم ١٧٧٤ ورمز لصحته "!
وقد أنبأناك مرارا أن رموز " الجامع " لا يعتد بها، وهذا من الأمثلة العديدة
على ذلك. ومن عجيب أمر هذه اللجنة أنها تركن إلى الرمز، ولا تعتمد على
تضعيف الحافظ الذهبي الذي نقله المناوي في شرحه وهو من مراجعهم، والرقم الذي
ذكروه هو رقم الحديث في شرحه. فهل يعني إعراضهم عن تضعيف المناوي له تبعا
للذهبي أن تصحيحهم للأحاديث ذوقي، وليس على المنهج العلمي الحديثي؟ !
ثم إنه قد وقع عندهم مرموزا للحديث بـ (ش د ع ك ن) ، و (ن) في اصطلاح
السيوطي إنما يعني النسائي، وليس عنده مطلقا، وإنما هو محرف من (ق) أي
البيهقي، ولوكان عند النسائي لقدم في الذكر على (ع ك) كما هي عادته تبعا
لعرف المحدثين لتقدمه عليهما طبقة وعلما.
(تنبيه) : هذا الحديث مما صححه الشيخ نسيب الرفاعي والشيخ الصابوني في "
مختصر تفسير ابن كثير " بإيرادهما إياه فيه، وزاد الأول على الآخر بأنه صرح
بصحته في فهرسه الذي وضعه في آخر المجلد الثاني (ص ٢٢٧) ولئن كان من الممكن
الاعتذار