ابن عساكر في
" تاريخ دمشق " (٣/٢٣٢/٢ و١٠/٣٣٠ - ط) من طريق أبي عتبة عن بقية: حدثنا
محمد بن عبد الرحمن عن سليمان بن بريدة [عن أبيه] قال:
" دخل بلال على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتغدى، فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: [الغداء يا بلال! قال: إني صائم يا رسول الله] فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: نأكل رزقنا، وفضل رزق بلال في الجنة، أشعرت
... ".
قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا؛ محمد بن عبد الرحمن هو القشيري، قال ابن عدي:
" منكر الحديث ". ذكره الذهبي وقال:
" وفيه جهالة، وهو متهم ليس بثقة، وقد قال فيه أبو الفتح الأزدي: كذاب
متروك الحديث ".
قلت: وكذلك قال أبو حاتم الرازي، وكأن الذهبي فاته ذلك، وإلا لما عدل عنه
إلى الأزدي المنتقد في نقده، فقد ترجمه ابنه في " الجرح والتعديل " (٣/٢/٣٢٥
) وقال:
" وسألته عنه، فقال: متروك الحديث، كان يكذب ويفتعل الحديث ".
وإذن فلا وجه لقول الذهبي: " فيه جهالة ". فالرجل معروف، ولكن بالكذب في
الحديث، فمثله يكون حديثه موضوعا ولا كرامة.
وبقية، مدلس، ولكنه قد صرح هنا بالتحديث، وليس به حاجة إلى التدليس،
فالشيخ الذي قد يدلسه، لن يكون شرا من هذا القشيري!
ولكن الراوي عنه أبو عتبة، ليس سالما من القدح كما تراه في ترجمته من "
الميزان " و" اللسان " إلا أنه لم يتفرد به، فقد قال ابن ماجه في " سننه " (١٧٤٩) : حدثنا محمد بن المصفى: حدثنا بقية به. فآفة الحديث من القشيري.
(تنبيه) : وقع في نسخة " التاريخ " سقط في هذا الحديث، من الناسخ،
فاستدركته من " مشكاة المصابيح " (٢٠٨٢) فإنه ذكره من رواية البيهقي في " شعب
الإيمان " عن بريدة، وهو كعادته لم يتكلم بشيء على إسناده، فحققت القول عليه
هنا، وذكرت