للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

لا. وقال غيره: صدوق سليم الباطن ".

فهو من الضعفاء الذين لا يحفظون، فيقعون في الخطأ، ولا يتعمدونه. ثم هو من

الرواة عن جعفر بن سليمان شيخ قطن في هذا الحديث، فالظاهر أنه متابع لقطن في

وصله، ولكني لا أقطع بذلك لأني لم أقف على إسناد البزار، ولقول الضياء

المتقدم: " ولا أعلم رفعه إلا قطن ". والله سبحانه وتعالى أعلم.

ثم وقفت على إسناد البزار بطريق " كشف الأستار " - كتاب الأدعية - قال: حدثنا

سليمان بن عبيد الله الغيلاني: حدثنا سيار بن حاتم: حدثنا جعفر بن سليمان عن

ثابت عن أنس به وزاد:

" وحتى يسأله الملح ".

وقال الحافظ ابن حجر في " زوائده " (ص ٣٠٥) :

" وإسناده حسن ".

قلت: وفيما قاله نظر من وجهين:

الأول: مخالفته للذين أرسلوه، منهم صالح بن عبد الله - وهو الباهلي الترمذي

، والقواريري، واسمه عبيد الله بن عمر - كما تقدم، وكلاهما ثقة.

والآخر: أن سيارا فيه ضعف كما تقدم عن القواريري، وقد أشار إلى ذلك الحافظ

نفسه بقوله فيه في " التقريب ":

" صدوق له أوهام ".

فمن كان مثله في الوهم لا يرجح وصله على إرسال من أرسله من الثقات، كما لا

يخفى على عارف بعلم مصطلح الحديث، بل لوقيل فيه: إنه لا يحتج به مطلقا ولو

لم يخالف لم يكن بعيدا عن الصواب، وإلى ذلك يشير كلام الحافظ في مقدمة كتابه

المذكور في فصل (المراتب) .

لا يقال: قد تابعه قطن بن نسير كما تقدم، لأننا نقول: قد عرفت من قول ابن

عدي المتقدم فيه: أنه يسرق الحديث ويوصله. فمن الممكن أن يكون سرقه من سيار

هذا. والله سبحانه وتعالى أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>