" يتكلمون في حفظه ". وسئل عنه ابن المديني فقال: ذاك عندنا ضعيف ضعيف ".
ثم لم يحك عن أحد توثيقه. ولذلك قال في " الكاشف ":
" ضعيف ".
وكذا قال الحافظ في " التقريب "، ومن قبله شيخه الهيثمي في " مجمع الزوائد "
(١٠/١٤٤) وبه أعل الحديث، وبه استدرك المناوي في " الفيض " على الذهبي
إقراره المتقدم للحاكم فأصاب، ثم رجع عنه في " التيسير " فذكر قول الحاكم: "
مستقيم الإسناد " وأقره! وقلده الغماري كعادته فأورده في " كنزه ".
ثم رأيت البخاري قال في " التاريخ الكبير " (٤/٢/٢٦٦) :
" قال إسحاق بن إبراهيم بن العلاء: نا عمرو بن الحارث قال: نا عبد الله بن
سالم عن الزبيدي عن يحيى بن جابر عن عبد الرحمن بن جبير أن أباه حدثهم أن عوف
ابن مالك خرج إلى الناس فقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم يأمركم أن تتعوذوا
من ثلاث.. فذكرها. وقال أبو نعيم عن عبد الله بن عامر.. (فساق إسناده
المتقدم) . وقال وكيع: عن عبد الله بن عامر عن الوليد عن جبير عن النبي
صلى الله عليه وسلم مرسل والأول أصح ".
يعني رواية أبي نعيم الموصولة، لمتابعة جمع من الثقات لأبي نعيم على الوصل.
ويشهد للموصول حديث عوف بن مالك الذي علقه أولا، وقد وصله الطبراني في "
الكبير " (١٨/٥٢/٩٤) من طريقين عن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء. وهو صدوق
يهم كثيرا، كما قال الحافظ في " التقريب ".
ولعله مما يدل على وهمه أن إسماعيل بن عياش قال: حدثني سليمان بن سليم
الكناني عن يحيى بن جابر عن عوف بن مالك الأشجعي مرفوعا به.
فلم يذكر بين يحيى بن جابر وعوف بن مالك عبد الرحمن بن جبير عن أبيه، فهو
منقطع، قال في " التهذيب ": " أرسل يحيى عن عوف ".
أخرجه الطبراني (١٨/٦٩/١٢٧ - ١٢٨ و٢/٢٧٤/٦٤٧) من طرق عن إسماعيل بن عياش،
وهو ثقة في روايته عن الشاميين وهذه منها، فالسند صحيح لولا الانقطاع. وله
علة أخرى، وهي الاضطراب عليه في إسناده، فبعضهم قال: عن يحيى