" صدوق، فقيه لكن رمي بالقدر وقد اختلط ".
قلت: والراجح عندي أنه الأول، وذلك لسببين:
الأول: أن السند بذلك صحيح إلى حسان بن إبراهيم فإن راويه عنه محرز بن عون ثقة
من رجال مسلم، وكذلك شيخ الطبراني أحمد الراوي عنه، وهو أحمد بن القاسم بن
مساور أبو جعفر الجوهري ثقة، مترجم في " تاريخ بغداد " (٤/٣٤٩ - ٣٥٠) ،
بخلاف إسناد " كبير الطبراني " فإنه لا يصح إلى حسان، فقال المناوي في " الفيض
":
" وفيه أحمد بن بشير الطيالسي، قال في " الميزان ": لينه الدارقطني،
والفضل بن غانم قال الذهبي: قال يحيى: ليس بشيء، ومشاه غيره، والعلاء بن
الحارث قال البخاري: منكر الحديث ".
قلت: وهذا الأخير منه وهم، فإن البخاري إنما قال ما ذكر في العلاء بن كثير،
وليس العلاء بن الحارث.
والآخر: أن العلماء أعلوا الحديث بابن كثير، وابن حبان ذكره في ترجمته من
كتابه " الضعفاء " فقال (٢/١٨١ - ١٨٢) :
" العلاء بن كثير مولى بني أمية، من أهل الشام، يروي عن مكحول وعمرو بن شعيب
، روى عنه أهل الشام ومصر، وكان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات، لا يحل
الاحتجاج بما روى وإن وافق فيها الثقات، ومن أصحابنا من زعم أنه العلاء بن
الحارث، وليس كذلك لأن العلاء بن الحارث حضرمي من اليمن، وهذا من موالي بني
أمية، وذاك صدوق، وهذا ليس بشيء في الحديث، وهو الذي روى عن مكحول عن أبي
أمامة.. ".
قلت: فذكر الحديث بأتم منه.
ثم ساق إسناده هو وابن عدي في " الكامل " (ق ٩٩/١) والدارقطني في " سننه "
(ص ٨٠) وعنه ابن الجوزي في " الأحاديث الواهية " (١/٣٨٤) والبيهقي (
١/٣٢٦) من طرق عن حسان بن إبراهيم الكرماني قال: نا عبد الملك قال: سمعت
العلاء قال: سمعت مكحولا به مطولا ولفظه:
" أقل ما يكون الحيض للجارية البكر والثيب التي أيست من المحيض ثلاثا،