" كذا قال: " مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم " ولا أعرف ذا ".
قلت: يشير إلى نكارة هذا القول، ولكنه لم يتكلم على الإسناد بشيء فأوهم
سلامته من قادح، وليس كذلك، فإن إسماعيل الشعراني هذا قد أورده الذهبي نفسه
في " الميزان " وقال:
" من شيوخ الحاكم، قال الحاكم: ارتبت في لقيه بعض الشيوخ. ثم قال: حدثنا
إسماعيل: حدثنا جدي.. ".
قلت: فذكر له بإسناد آخر عن أنس حديث " طلب العلم فريضة على كل مسلم " وقال:
" غريب فرد ".
فكأن الحاكم يشير بهذا إلى شكه في سماع إسماعيل من جده الفضل.
والفضل نفسه فيه كلام أيضا، فقد قال ابن أبي حاتم (٣/٢/٦٩) :
" كتبت عنه بالري، وتكلموا فيه ".
ومن أجل هذا ذكره الذهبي أيضا في " الميزان " لكنه أتبع ذلك بقوله:
" وقال الحاكم: كان أديبا فقيها عابدا، عارفا بالرجال، كان يرسل شعره. قلت
: عرف بالشعراني، وهو ثقة، لم يطعن فيه بحجة، وقد سئل عنه الحسين القتباني
؟ فرماه بالكذب. قال: وسمعت أبا عبد الله بن الأخرم يسأل عنه، فقال: صدوق
إلا أنه كان غاليا في التشيع قلت: مات سنة اثنتين وثمانين ومائتين ".
قلت: وبالجملة فعلة هذا الإسناد، إنما هي إسماعيل الشعراني، فإنه مع تكلم
الحاكم في سماعه لا أعلم أحدا وثقه. مع النكارة التي في متنه، كما تقدم عن
الذهبي، وتبعه على ذلك الحافظ فإنه أورد مهجعا هذا في القسم الأول من "
الإصابة " وقال:
" هو مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم. ذكره الحاكم في " صحيحه " من طريق
الهقل بن زياد.. (فذكر الحديث وقال:) قلت: وأخشى أن يكون الذي بعده ".
قلت: والذي بعده:
" مهجع العكي مولى عمر بن الخطاب. قال ابن هشام: أصله من (عك) ، فأصابه
سباء، فمن عليه عمر فأعتقه، وكان من السابقين إلى الإسلام، وشهد بدرا