" قيل لعبد الله بن مسعود: كيف بهم يحيي ويميت؟ قال: لأنهم يسألون الله عز
وجل إكثار الأمم فيكثرون، ويدعون على الجبابرة فيقصمون، ويستقون فيسقون،
ويسألون فتنبت لهم الأرض، ويدعون فيدفع بهم أنواع البلاء ".
أورده الذهبي في ترجمة عثمان بن عمارة وقال:
" وهو كذب، فقاتل الله من وضع هذا الإفك ".
وأقره الحافظ في " اللسان ". لكنه استدرك عليه فقال:
" وسبق في ترجمة عبد الرحيم قوله: أتهمه به أوعثمان ".
يعني أن التهمة في وضع هذا الحديث تتردد بين عبد الرحيم الأرمني وعثمان هذا،
فإنهما مجهولان لا يعرفان إلا في هذا الحديث الباطل.
(تنبيه) : (الأرمني) هكذا وقع في " الحلية " وفي " الحاوي " (٢/٤٦٤)
نقلا عنه. ووقع في " الميزان ": " الأدمي ". فالله أعلم.
(فائدة) نقلت أكثر أسانيد الأحاديث المتقدمة من رسالة السيوطي " الخبر الدال
على وجود القطب والأوتاد والنجباء والأبدال ". وقد حشاها بالأحاديث
الضعيفة، والآثار الواهية، وبعضها أشد ضعفا من بعض كما يدلك هذا التخريج،
ومن عجيب أمره أنه لم يذكر فيها ولا حديثا واحدا في القطب المزعوم، ويسميه
تبعا للصوفية بالغوث أيضا، وكذلك لم يذكر في الأوتاد والنجباء أي حديث مرفوع
، وإنما هي كلها أسماء مخترعة عند الصوفية، لا تعرف عند السلف، اللهم إلا
اسم البدل فهو مشهور عندهم كما تقدم. والله أعلم.
ثم نقل السيوطي عن اليافعي أنه قال:
" وقال بعض العارفين: والقطب هو الواحد المذكور في حديث عبد الله بن مسعود
أنه على قلب إسرافيل "!
فنقول: أثبت العرش ثم انقش، فالحديث كذب كما يمعت عن الذهبي والعسقلاني،
فالعجب من السيوطي - لا اليافعي - أن يخفى ذلك عليه.