قلت: وهو مشهور بالتدليس، ولا يغتر بتصريحه بالتحديث هنا، لأن الراوي عنه سليمان بن سلمة - وهو الخبائري - كذاب. وقد قال الذهبي في ترجمته بعد أن ساق له حديثا آخر موضوعا من طريق مالك:" وسمع منه الباغندي حديثا فأنكر عليه وهو ... ". ثم ذكر هذا.
ثم إن ابن عدي أعاد تخريجه في ترجمة الخبائري (١٦١ / ٢) بهذا السند إلا أنه قال فيه: " بقية عن مالك "، فلم يذكر عنه التحديث، وقال:" لا أعلم يرويه عن بقية غير سليمان، وهو منكر من حديث مالك ".
قلت: وقد رواه بعض الضعفاء عن ابن محمد - وهو الباغندي - على وجه آخر، رواه الخطيب عن محمد بن جعفر بن الحسن صاحب المصلى عنه قال: نبأنا أبو نعيم عبيد بن هشام الحلبي قال: نبأنا مالك بن أنس به.
وقال:" وهم هذا الشيخ على الباغندي وعلى من فوقه في هذا الحديث وهما قبيحا، لأنه لا يعرف إلا من رواية سليمان بن سلمة الخبائري، عن بقية بن الوليد عن مالك، وكذلك حدث به الباغندي ". ثم ساقه، وقال عن الباغندي:" أنكرته عليه أشد الإنكار، وقلت: ليس شيء من هذا البته، وكان أمر سليمان هذا شيئا عجيبا، الله أعلم به، وقد رواه شيخ كذاب كان بـ (عسكر مكرم) عن عيسى بن أحمد العسقلاني عن بقية. وأفحش في الجرأة على ذلك، لأنه معروف أن الخبائري تفرد به. والله أعلم ".
٤ - حديث علي، وهو الآتي بعده. وبالجملة، فالحديث موضوع من جميع هذه الطرق، فليت أن السيوطي