٥٥٦) وأحمد (٣ / ١٢٧ و١٢٧ - ١٢٨ و٢٤٢) وأبو عبيد في " فضائل القرآن "(ق ١١ / ١) وأبو نعيم أيضا (٩ / ٤٠) والخطيب (٥ / ٣٥٧) وابن عساكر (٢ / ٤٢٢ / ٢) من طرق أخرى عن عبد الرحمن بن بديل به. وقال الحاكم:" قد روي هذا الحديث من ثلاثة أوجه عن أنس، هذا أمثلها ".
وكذا قال الذهبي، ولم يفصحا عن حال هذا الإسناد. وهو في نقدي جيد، فإن بديل بن ميسرة ثقة من رجال مسلم. وابنه عبد الرحمن، قال ابن معين وأبو داود والنسائي:" ليس به بأس ". وقال الطيالسي:" ثقة صدوق ". وذكره ابن حبان في " الثقات ".
ولم يضعفه أحد غير ابن معين في رواية، وهو جرح غير مفسر فلا يقبل، لاسيما مع مخالفته لروايته الأولى الموافقة لقول الأئمة الآخرين. وأما قول الأزدي:" فيه لين "، فهو اللين، لأنهم تكلموا فيه هو نفسه، فلا يقبل جرحه، لاسيما عند المخالفة، وكأنه لذلك قال البوصيري في " الزوائد ": " إسناده صحيح ".
وخلاصة القول: إن الحديث بلفظه الأول باطل، وبلفظه الآخر صحيح ثابت. والله أعلم. فهذا هو التحقيق في هذا الحديث، وأما استدارك العلقمي في " شرحه على الجامع الصغير " على الحافظ الذهبي قوله فيه: " خبر
باطل " بقوله: " قلت: لكن ذكر المؤلف له في " الجامع الصغير " يدل على أنه ليس بموضوع، لقوله في ديباجة الكتاب:(وصنته عما تفرد به وضاع أوكذاب) ". فمما لا ينفق سوقه في هذا الباب، لكثرة الأحاديث الموضوعة التي وقعت في الكتاب، والكثير منها، حكم بوضعها السيوطي نفسه في غير " الجامع الصغير "، ومنها هذا الحديث، فقد أقر هو الذهبي على إبطاله إياه في " الجامع الكبير " كما رأيت. وقد فصلت القول في هذا