ثانيا: أنه لم يرد في الطعام الحار، وإنما في الطعام الذي لم يذهب فوره ودخانه، وبينهما فرق، فإن الذي ذهب فوره لا يزال حارا.
ثالثا: حديث أنس، لم أقف عليه في " فهرس الحلية " لأنظر في إسناده، وقد ذكر المناوي أن لفظه:" أتي النبي صلى الله عليه وسلم بقصعة تفور، فرفع يده منها، وقال: إن الله لم يطعمنا نارا، ثم ذكره ". قلت: ولم يتكلم عليه بشيء. رابعا: أن أبا يحيى هذا الذي رواه عنه مسدد لم أعرفه، ولم يذكره في " الجامع الكبير "(٥ / ٢) من حديثه أصلا، وإنما ذكره من حديث ابن عمر من رواية مسدد والديلمي. والله أعلم.
ثم رأيت الحديث في " الحلية " عن أنس بإسناد ضعيف جدا في ضمن حديث سيأتي برقم (١٥٩٨) . ثم إن في إسناده عند الديلمي (١ / ١ / ١٨ - مختصره) إسحاق بن كعب، قال المناوي:" قال الذهبي: " ضعف "، عن عبد الصمد بن سليمان. قال الدارقطني: متروك، عن قزعة بن سويد. قال أحمد: مضطرب الحديث. وأبو حاتم
: لا يحتج به، عن عبد الله بن دينار، غير قوي ".
قلت: ولفظ حديث جابر عند الحاكم: " أبردوا الطعام الحار، فإن الطعام الحار غير ذي بركة ". ذكره شاهدا، ولا يصلح لذلك، لأن فيه محمد بن عبيد الله العرزمي، وهو شديد الضعف، قال الذهبي والعسقلاني:" متروك ". وفي إسناد حديث أبي هريرة عبد الله بن يزيد البكري قال الهيثمي (٥ / ٢٠) :