للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

" قلت: إسناده واه ". وقال الحافظ ابن كثير في " تفسيره " (٤ / ١٨) : " وهذا حديث غريب جدا ". وبين علته السيوطي فقال في " الفتاوى " (٢ / ٣٥) : " هذا حديث غريب، وفي إسناده من لا يعرف حاله ".

قلت: وأما ما نقله العجلوني في " كشف الخفاء " (١ / ١٩٩ / ٦٠٦) عن الزرقاني في " شرح المواهب " أنه قال: " والحديث حسن، بل صححه الحاكم والذهبي، لتقويه بتعدد طرقه. انتهى ".

فوهم منه على الزرقاني رحمه الله تعالى، فإنه لم يذكر شيئا من ذلك في هذا الحديث، وإنما قاله في حديث آخر معارض لهذا، نصه: " الذبيح إسحاق ". فقد خرجه من طرق أحدها عن ابن مسعود ثم قال (١ / ٩٨) : " فهذه أحاديث يعضد بعضها بعضا، فأقل مراتب الحديث الأول (يعني: " الذبيح إسحاق ") أنه حسن، فكيف وقد صححه الحاكم والذهبي، وهو نص صريح لا يقبل التأويل بخلاف حديث معاوية، فإنه قابل له؟ ". فهذا نص صريح منه أنه لا يعني بما نقله العجلوني عنه حديث معاوية، كيف وهو قد جعله مخالفا لحديث ابن مسعود الذي قواه بتعدد طرقه؟ على أن هذه التقوية ليست قوية عندي، لأن الطرق المشار إليها واهية جدا، كما بينته فيما تقدم من هذه السلسلة (٣٣٢) . إذا عرفت ما ذكرنا، فقول العجلوني عقب ما سبق نقله عنه عن الزرقاني: " وأقول: فحينئذ لا ينافيه ما نقله الحلبي في " سيرته " عن السيوطي أن هذا الحديث غريب، وفي إسناده من لا يعرف. انتهى ".

فهو ساقط الاعتبار، لأنه بني على وهم، وما كان كذلك فهو وهم بداهة، وهل يستقيم الظل والعود أعوج؟!

<<  <  ج: ص:  >  >>