" إسناده حسن، لكن ذكره البخاري، وابن حبان في (التابعين) ".
ونقله المناوي وأقره، ولم يزد عليه بشيء، وعزاه أصله لهناد، يعني في " الزهد "(رقم: ١٠٦٠) . وأنا أقول: إن كان مدار الحديث عنده وعند أبي يعلى من طريق عمر بن علي المقدمي الذي في طريق الطبراني، ففيه علة أخرى غير الإرسال، وهي تدليس المقدمي هذا، قال الحافظ:" كان يدلس شديدا "! قلت: ويعني به تدليس السكوت، كأن يقول:" حدثنا " أو" سمعت "، ثم يسكت، ثم يقول:" هشام بن عروة " أو" الأعمش " موهما أنه سمع منهما، وليس كذلك! وانظر الحديث (٩٢١) . ثم وجدت في مسودتي أن الحديث أخرجه ابن حبان في كتاب " الثقات "(٤ / ٢٠٢) من طريق أبي يعلى بسنده عن ابن المبارك عن مجمع بن يحيى به، وقال:" مرسل ". وأنه رواه أبو عثمان النجيرمي في " الفوائد "(٢٦ / ٢) عن سليمان بن شرحبيل: حدثنا إسماعيل بن عياش حدثنا عمارة بن غزية الأنصاري عن عمه عمر بن حارث عن أنس بن مالك مرفوعا به، دون قوله:" وأعطى في النائبة ".
ومن هذا الوجه رواه الثعلبي أيضا في " تفسيره "(٣ / ١٨١ / ١ - ٢) . قلت: وهذا إسناد غريب، عمر بن حارث عم عمارة بن غزية، لم أجد له ترجمة، ولم يذكروا في ترجمة عمارة بن غزية أنه يروي عن عمه هذا، وإنما عن أبيه غزية بن الحارث!
وإسماعيل بن عياش ضعيف في روايته عن المدنيين، وهذه منها. وسليمان بن شرحبيل، وكتب كاتب " الفوائد " على " شرحبيل "" شراحيل " كأنه يعني نسخته.
ولم أجد في هذه الطبقة من اسمه سليمان بن شرحبيل أوشراحيل. ثم رأيت الحديث في " الزهد " لهناد (١٠٦٠) من طريق آخر عن مجمع بن يحيى. فانحصرت العلة في الإرسال في هذا الوجه. والله أعلم.