" وذكر حديثا طويلا لا
أصل له وضعه عبد النور ". ولخص الذهبي كلام العقيلي هذا بقوله: " كذاب،
وقال العقيلي: كان يغلوفي الرفض، ووضع هذا عن شعبة ... ". وتعقبه الحافظ
في " اللسان " فقال: " ولفظ العقيلي: " لا يقيم الحديث، وليس من أهله،
والحديث موضوع لا أصل له ". وقد ذكره ابن حبان في " الثقات " ... وكأنه ما
اطلع على هذا الحديث الذي له عن شعبة فإنه موضوع، ورجاله من شعبة فصاعدا رجال
الصحيح، فينظر من دون عبد النور، وأما جزم الذهبي بأنه هو الذي وضع هذا
موهما أنه كلام العقيلي ففيه ما فيه ". قلت: ليس فيه أي شيء، فإن كلام
العقيلي الذي نقلته من كتابه صريح في جزم العقيلي أنه - المسمعي هذا - هو الذي
وضع الحديث، واللفظ الذي حكاه الحافظ عن العقيلي، مغاير بعض الشيء لما في
نسختنا من الكتاب، فلعل ذلك من اختلاف النسخ، فإن المطبوعة بتحقيق القلعجي لم
يرد الحديث فيها، ولا كلام العقيلي المتقدم. ثم إن رجال الإسناد كلهم ثقات
معروفون من رجال " التهذيب "، غير بشر بن الوليد الهاشمي، فلعله الكندي
الفقيه صاحب أبي يوسف، فإنه من طبقته وهو ضعيف من قبل حفظه، ولكني لم أجد
من نسبه هاشميا. والله أعلم. والحديث أخرج الطبراني في " الكبير " (٣ / ٧٢
/ ١) طرفه الأول من طريق إسماعيل بن موسى السدي: أخبرنا بشر بن الوليد
الهاشمي به. وقال الهيثمي في " المجمع " (٩ / ٢٠٤) : " ورجاله ثقات "!
قلت: وأقره المناوي في " كتابيه " اغترارا بتوثيق ابن حبان، وغفلة منهما عن
حكم العقيلي والذهبي بوضعه، وسبقه ابن الجوزي أيضا، فأورده في " الموضوعات
" (١ / ٤١٥ - ٤١٦) من طريق العقيلي، وأقره السيوطي في " اللآلىء " (١ /
٣٩٦) ، فلم يتعقبه بشيء سوى قوله: " أخرجه الطبراني ".