" صدوق يخطيء كثيرا، تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة ". قلت: فمثله لا يحسن حديثه، لاسيما مع
المخالفة التي أشار إليها ابن حجر بقوله: " لكن المحفوظ أنه موقوف ".
ثانيا: معفس بن عمران بن حطان، مجهول الحال، أورده ابن أبي حاتم (٤ / ١ / ٤٣٣)
وذكر أنه روى عنه ثلاثة سماهم: أحدهم أبو المحجل هذا، ولم يذكر فيه جرحا
ولا تعديلا. وأما ابن حبان فأورده في أتباع التابعين من " الثقات " (٢ / ٢٨٠) .
ثالثا: أبو السنية هذا لم أجد له ذكرا فيما عندي من كتب التراجم، ولم
يذكره الذهبي في " المقتنى في الكنى ". والله أعلم. وقد وقع تحريف كثير في
سند الحديث هنا في المصادر المذكورة التي عزونا الحديث إليها، استطعت تصحيحه
من التأمل فيها ومراجعة كتب الرجال، فهو في " الكنى " هكذا: " ... عن معفس
بن عمر بن الخطاب عن أبي السنية قال:..... ". وفي المستدرك ": " عن صدقة
بن أبي عمران بن حطان قال: ... "، وفي الديلمي: " عن السنية ". فهو مع هذا
التحريف الشديد ليس فيه " عن أبي السنية "، ولا شيء منه! وفي ابن عساكر:
" عن معفس بن عمران الشنية قال: ". وهذا تحريف شديد كما ترى، وقد صححت اسم
معفس من " الجرح والتعديل " و" كتاب الثقات " ولكنهما لم يذكرا في ترجمته
كنيته، أوأي شيء يمكن أن نصحح منه كنية شيخه أبي السنية هذا. فأضفت هذه
الزيادة من " الكنى ": " عن أبي السنية " إلى السند، نظرا لأنه زيادة على
المصدين الآخرين، ولأن معفسا هذا من أتباع التابعين كما سبق، فلابد أنه بينه
وبين أبي ذر واسطة، فلعله أبو السنية هذا. والله أعلم. وقد تقدم عن
الحافظ أن المحفوظ في هذا الحديث الوقف على أبي ذر. وقد رواه ابن عساكر (١٩ / ٢٠ / ٢) من طريق يونس بن عبيد أن رجلا أتى أبا ذر فقال: أنت أبو ذر؟ قال نعم: قال: فسكت وسكت، ثم قال: فذكر بنحوه. ورجاله ثقات لكنه منقطع بين
يونس بن عبيد وأبي ذر.