ومن هذا الوجه رواه الطبراني (٣ / ١٢١ / ١ و١٢٤ / ١)
والسهمي (١٦٦) من طريق ابن عدي: إلا أنه قال: محمد بن عبد الرحمن بن محيصن.
ثم قال: " قال ابن عدي: كذا قال: محمد بن عبد الرحمن بن محيصن وإنما هو عمر
". قلت: ولم أعرفه سواء كان عمر بن عبد الرحمن، أومحمد بن عبد الرحمن، أو
عبد الرحمن بن محيصن. وقال البيهقي: " تفرد به عبد الله بن المؤمل، وليس
بالقوي ". وعقب عليه المناوي بقوله في " التيسير ": " وقال الطبراني: حسن
"! كذا، ولا أدري من أين وقع له هذا التحسين؟! ورواه الدولابي (١ / ١٤٤
) من قول مجاهد. ورجاله ثقات غير شيخ الدولابي أحمد ابن فضيل أبي الحسن العكي
ولم أجد له ترجمة، ولا في " تاريخ ابن عساكر ". ويزيد بن جابر الراوي له
عن مجاهد هو يزيد بن يزيد بن جابر، وهو ثقة، ترجمه ابن حبان في " الثقات " (٢ / ٣٠٩) . ثم رأيته في " الكامل " لابن عدي (٢٠٩ / ٢) من الوجه المذكور
أعلاه، لكنه قال: " ابن محيصن لم يسم "، وقال: " حديث غير محفوظ ".
ولفظه. " دخول البيت دخول في حسنة، وخروج من سيئة ". وعزاه السيوطي لابن
عدي والبيهقي في " الشعب ". ومن عجائب الأوهام قول المناوي عقبة: " وفيه
محمد بن إسماعيل البخاري، أورده الذهبي في " الضعفاء "، وقال: قدم بغداد
سنة خمسمائة، قال ابن الجوزي: كان كذابا، وفيه عبد الله بن المؤمل، قال
الذهبي: ضعفوه ". واقتصر في " التيسير " على قوله: " فيه كذاب "! قلت:
ووجه العجب أن كل طالب لهذا العلم الشريف يعلم أن اللذين عزا الحديث السيوطي
إليهما وهما ابن عدي والبيهقي لم يكونا حيين سنة (٥٠٠) ! فقد مات ابن عدي (٣٦٥) والبيهقي سنة (٤٥٨) ، فلا أدري من أين جاء المناوي بهذا البخاري في
هذا الحديث، وهو طبعا غير البخاري الإمام.