قلت: وهذا - كالذي قبله - موضوع، آفته إسماعيل هذا، وهو السكوني
القاضي، قال ابن حبان (١ / ١٢٩) : " شيخ دجال، لا يحل ذكره في الحديث إلا
على سبيل القدح فيه ". وقد وجدت له طريقا ثالثا، فقال ابن أبي الدنيا في
كتاب " العقوبات ": أخبرنا سعيد بن زنبور قال: أخبرنا يزيد بن هارون عن عبد
الله بن دكين عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال: قال علي بن أبي طالب رضي
الله عنه، فذكره مرفوعا. قلت: وهذا إسناد واه، عبد الله بن دكين مختلف فيه
، وفي ترجمته ساق الحديث الذهبي مشيرا إلى نكارته. وهذا هو الوجه عندي إن
كان قد صح رواية يزيد له عنه، فإن سعيد بن زنبور لم أجد من ترجمه. وقد خالفه
محمد بن مسلمة فقال: حدثنا يزيد بن هارون به لكنه أوقفه على علي رضي الله عنه
. أخرجه الدينوري في " المنتقى من المجالسة " (١٩ - ٢٠ مخطوط حلب) : حدثنا
يزيد بن هارون.. ومحمد بن مسلمة هو الواسطي صاحب يزيد بن هارون، مختلف فيه،
والأكثرون على تضعيفه، بل قال أبو محمد الخلال. " ضعيف جدا ". وقال الذهبي
: " أتي بخبر باطل اتهم به ". لكن الدينوري نفسه متهم، فراجع ترجمته في "
الميزان ". وجملة القول أن هذا الحديث بهذه الطرق الثلاث، يظل على وهائه
لشدة ضعفها، وإن كان معناه يكاد المسلم أن يلمسه، بعضه أوجله في واقع
العالم الإسلامي، والله المستعان.