" وظاهره أن المصنف لم يره مخرجا
لأشهر منه، ولا أمثل، وهو ذهو ل عجيب، فقد خرجه البخاري في " الأدب المفرد
" باللفظ المذكور عن ابن عباس، وكذا البيهقي في " الشعب " وابن حبان وابن
المبارك وابن مردويه وغيرهم، فاقتصاره على ابن لال من ضيق العطن ". قلت:
وفي هذا التعقب تحامل ظاهر على السيوطي، بل فيه إيهام فاحش، من وجوه: الأول:
أنه يوهم أن هؤلاء جميعا أخرجوه مرفوعا، وليس كذلك، فالبخاري مثلا إنما
أخرجه موقوفا كما يأتي. الثاني أنه يوهم أنهم أخرجوه كلهم عن ابن عباس، وهو
خلاف الواقع، فابن حبان أخرجه في " الضعفاء " (١ / ١٥٥) عن أنس، في ترجمة
أحمد بن محمد بن الفضل، وقال: " إنه كان يضع الحديث ". وابن مردويه رواه
عن ابن عمر كما في " المقاصد الحسنة " (ص ٣٤٢ / ٨٨٨) وكذا ابن عدي في "
الكامل " (١٢ / ١) ومنه تبين أن فيه إسماعيل بن يحيى التيمي، وهو كذاب
وضاع. وابن المبارك رواه في " الزهد " عن فطر بن خليفة عن أبي يحيى عن مجاهد
مرسلا. وكذلك ذكره ابن أبي حاتم في " العلل " (٢ / ٣٤١) ، وقال: " اختلف
فيه على أبي يحيى القتات، ورواه الثوري وإسرائيل عن أبي يحيى القتات عن
مجاهد عن ابن عباس. فقال أبي: حديث مجاهد عن ابن عباس قوله أصح ". قلت:
وهكذا موقوفا عليه أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " (٥٨٨) : حدثنا أبو نعيم
قال: حدثنا فطر عن أبي يحيى سمعت مجاهدا عن ابن عباس به. وهكذا رواه البيهقي
في " الشعب ". وأما ابن مردويه فرواه من طريق فطر به مرفوعا. قلت: وأبو
يحيى القتات لين الحديث، فهو ضعيف مرفوعا وموقوفا، لكنه قد توبع على وقفه،
فقال ابن وهب في " الجامع " (ص ٤٤) : أخبرني يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن