بالبصرة (وفي رواية: بالأبلة) ، فقال: ما يجلسك ههنا؟ قال: استعملني هذا على هذا المكان - يعني زيادا -
فقال له عثمان: ألا أحدثك حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال
: بلى، فقال عثمان: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " فذكره. قلت:
وهذا إسناد ضعيف، وله علتان: الأولى: الانقطاع بين الحسن وعثمان بن أبي
العاص، فإن الحسن وهو البصري مدلس، ولم يصرح بسماعه من عثمان. والأخرى:
ضعف علي بن زيد، وهو ابن جدعان. وبه أعله الهيثمي (٣ / ٨٨ و١٠ / ١٥٣) .
وأما المناوي، فمع أنه نقل هذه العلة عن الهيثمي في " الفيض "، فإنه أسقطها
في " التيسير " بقوله: " ورجاله ثقات "! فهو وهم منه أوتساهل. وقد اضطرب
في متنه المرفوع، فمرة رواه هكذا، ومرة أخرى رواه بلفظ: " ينادي مناد كل
ليلة: هل من داع فيستجاب له، هل من سائل فيعطى، هل من مستغفر، فيغفر له،
حتى ينفجر الفجر ". أخرجه أحمد أيضا والطبراني. فأنت ترى أنه لم يذكر فيه
الاستثناء في آخره: " إلا لساحر أوعشار ". وهذا هو الصواب لموافقته لأحاديث
النزول إلى السماء الدنيا وهي متواترة. لكن قد رواه الطبراني في " الكبير "
و" الأوسط " بسند صحيح عن عثمان بن أبي العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ
: " إلا زانية تسعى بفرجها أوعشارا ". وهو مخرج في " الصحيحة " (١٠٧٣) .
(فائدة) : قال الحافظ أبو القاسم الأصبهاني في كتابة " الحجة " (ق ٤٢ / ٢)
وقد ذكر حديث النزول الصحيح: " رواه ثلاثة وعشرون من الصحابة، سبعة عشر رجلا
، وست امرأة ". وقد خرجته في " الإرواء " عن ستة منهم، فمن شاء رجع إليه (٢ / ١٩٥ - ١٩٩) .