" أبو معشر هذا نجيح السندي مدني ضعيف ". قلت: وقد أورده ابن الجوزي في " الموضوعات "
لأنه ذكره من طريق ابن عدي بسنده إلى إسحاق بن إبراهيم السختياني: حدثنا إسحاق
بن بشر: حدثنا أبو معشر به، وقال: " لا يصح، إسحاق يضع ". وتعقبه
السيوطي في " اللآلىء المصنوعة " (٢ / ٧٣) ، فقال: " قلت: أخرجه البيهقي في
" سننه " واقتصر على تضعيفه، وفي " شعب الإيمان " قال: (قلت: فإن إسناده
مثل إسناده في السنن إلى علي بن الحسن، إلا أنه قال:) حدثنا إسحاق أظنه ابن
عيسى: حدثنا أبو معشر به ". قلت: والأقرب أنه إسحاق بن بشر لسببين: الأول
: أنه جاء كذلك منسوبا مقطوعا به غير مظنون في رواية ابن عدي بخلاف رواية
البيهقي، ولاسيما والقائل: " أظنه " فيما هو المتبادر هو الراوي عنه علي بن
الحسن بن أبي عيسى ولم أعرفه. والآخر: أن ابن بشر هو المشهور بالرواية عن
أبي معشر بخلاف ابن الطباع، لكن الحمل في الحديث ليس عليه بل على أبي معشر،
لأن له طريقا أخرى إليه. فقال السيوطي متمما لكلامه السابق: " وأخرجه أيضا (
يعني البيهقي في " الشعب ") من طريق ابن عدي: حدثنا المفضل بن محمد الجندي:
حدثنا سلمة بن شبيب: حدثنا عبد الرزاق عن أبي معشر به، وله شاهد من حديث أنس
، لكن في إسناده جهالة كما يأتي بيانه برقم (١٩٧٩) . ثم رأيت الحديث في
" طبقات الأصبهانيين " لأبي الشيخ، أخرجه (ق ٧٢ / ١) من طريق صالح بن سهل
قال: حدثنا إسحاق بن بشر الكاهلي به. فهذا مما يرجح أن إسحاق الراوي عن أبي
معشر هو ابن بشر، وهو متهم، لكنه قد توبع كما تقدم، فالحديث ضعيف، وليس
بموضوع.