وهذا إسناد حسن، وفي أوله زيادة عند ابن عساكر، كنت قديما خرجتها في "
الصحيحة " (٧٢٥) ، والآن داخلني شك في رفعها.
قلت: فهذه الطرق الصحيحة المرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن إبراهيم
اختتن وهو ابن ثمانين تدل على بطلان الرواية التي نحن في صدد الكلام عليها،
فالصواب فيها الوقف، فلا داعي بعد هذا التحقيق إلى التوفيق بينها وبين الحديث
الصحيح كما فعل بعضهم، مثل الكمال بن طلحة، وقد رد عليه ابن العديم فأحسن،
وصرح بأنها ليست بصحيحة، كما تراه مشروحا في " الفتح " (١١/٧٤) .
وبعد كتابة ما تقدم بسنين طبعت بعض الكتب الحديثية، فوجدت فيها ما ينبغي
تحرير القول فيه.
أولا: أخرجه ابن حبان (٨/٢٩/٦١٧١) من طريق ابن جريج عن يحيى بن سعيد بحديث
الترجمة.
ورجاله ثقات كلهم، ولا أجد فيه مغمزا، إلا ما عرف به ابن جريج من التدليس،
وقد عنعنه. أضف إلى ذلك مخالفته للثقات الثلاثة الذين أوقفوه على أبي هريرة
كما تقدم، وهم: حماد بن زيد، وحماد بن سلمة، وأبو معاوية.
ثم رواه (٦١٧٢) من طريق الليث عن ابن عجلان عن أبيه به.
وهذا شاذ أومنكر مخالف لرواية يحيى المتقدمة عند أحمد، ويحيى هو ابن سعيد
القطان الحافظ الثقة النقاد، لكن الليث - وهو ابن سعد - هو مثله أوقريب منه
، فلا أستبعد أن يكون الخطأ من ابن عجلان نفسه. والله أعلم.
ثانيا: روى الطبراني في كتاب " الأوائل " (٣٦/١١) من طريق يعقوب بن حميد بن
كاسب: حدثنا سلمة بن رجاء عن محمد بن عمروعن أبي سلمة به مرفوعا بلفظ: