للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قلت: فأشار إلى أن (حنشا) من رجال (الصحيح) أيضا، وهو الصواب، وهو ثقة

أيضا.

وأما قولهم في (ابن لهيعة) أن حديثه حسن. فهو تساهل، اللهم إلا فيما رواه

عنه أحد العبادلة، فهو كذلك أوأعلى، وقد رواه عنه أحدهم، لكنه أرسله كما

يأتي بيانه. وقد فاتهم التنبيه على أن (الوليد بن مسلم) وإن كان من رجال (

الصحيح) فإنه كان يدلس تدليس التسوية. لكنه قد توبع، فقال ابن أبي حاتم في "

التفسير " (٧/٤/٢ - آخر سورة المؤمنون) : حدثنا بحر بن نصر الخولاني: حدثنا

ابن وهب: أخبرني ابن لهيعة عن ابن هبيرة عن حنش بن عبد الله:

أن رجلا مصابا مر به على ابن مسعود، فقرأ في أذنه.. الحديث.

وهكذا عزاه ابن كثير لابن أبي حاتم لكن وقع تحريف في أكثر من موضع في إسناده.

وأخرجه الخطيب في " التاريخ " (١٢/٣١٢ - ٣١٣) من طريق أبي عمروعفيف بن سالم

، والبغوي في " تفسيره " (٥/٤٣٢) من طريق بشر بن عمر قالا: أخبرنا ابن

لهيعة به.

قلت: ويلاحظ القراء معي أن هؤلاء الثلاثة: (ابن وهب) و (عفيف) و (بشر)

، وثلاثتهم ثقات، بل والأول حديثه عن ابن لهيعة صحيح - قالوا: " عن حنش بن

عبد الله أن رجلا.. "، فأرسلوه، بخلاف الوليد بن مسلم، فإنه قال: " عن حنش

عن عبد الله أنه قرأ.. "، فجعله من مسند ابن مسعود، وإن مما لا شك فيه أن

الإرسال هو الصواب؛ لاتفاق الثلاثة عليه، وقد خلط السيوطي في تخريجه للحديث

بين المرسل والمسند، فإنه ساق أولا رواية الوليد المسندة، ثم عطف عليها سائر

الروايات التي خرجها، وفيها رواية ابن وهب وعفيف بن سالم

<<  <  ج: ص:  >  >>