".. فرده الذهبي أن هلال بن عمر وأباه لا يعرفان، فالصحة من أين؟! ".
قلت: ولعل هذا الذي نقله المناوي عن الذهبي هو الصواب، لأنه المناسب لحال
الإسناد، فإنه مسلسل بالعلل:
الأولى: هلال بن العلاء بن هلال؛ فإنه وإن كان صدوقا كما قال أبو حاتم،
وذكره ابن حبان في " الثقات " (٩/٢٤٨) ، وقال النسائي: " صالح "، فقد قال
في موضع آخر:
" ليس به بأس، روى أحاديث منكرة عن أبيه، فلا أدري الريب منه أومن أبيه ".
الثانية: العلاء بن هلال عن عمر، سبق آنفا، تردد النسائي في لصق الريب في
تلك الأحاديث المنكرة بينه وبين ابنه هلال، لكن الأب يبدو أنه أصلح حالا منه
، فقد وثقه ابن معين وأبو حاتم وابن حبان، لكن هذا عاد فذكره في " الضعفاء "
أيضا (٢/١٨٤) . فالله أعلم.
الثالثة: هلال بن عمر، قال ابن أبي حاتم (٤/٢/٧٨) عن أبيه:
" ضعيف الحديث ".
وأقره الذهبي في " الميزان "، و" الضعفاء "، ولم يرد له ذكر في " اللسان ".
الرابعة: عمر بن هلال، ذكره ابن حبان في " ثقاته " (٧/١٨٥) من رواية ابنه
هلال المذكور قبله. فهو مجهول.
والخلاصة: أن الحديث منكر ضعيف، لتفرد هؤلاء به، لكن يظهر أن الآفة ممن دون
الهلال بن العلاء. والله أعلم.
ومع هذه العلل لم يتورع الشيخ الغماري عن إيراد الحديث في " كنزه "