وإسناده حسن كما حققته في الكتاب الآخر (١٢٠٩) ، وبالتأمل في هذا اللفظ
الثابت: يتبين أن في اللفظ الأول الواهي أشياء زائدة عليه:
أولا: أن صاحب اليمين أمير على صاحب الشمال.
ثانيا: أن صاحب الشمال يمسك عن كتابة الذنب بأمر صاحب اليمين.
ثالثا: أن زمن رفع القلم سبع ساعات، وفي هذا ست!
وقد وجدت للحديث طريقا أخرى، ولكنها واهية جدا، فلا يفرح بها، أخرجه أبو
جعفر الطوسي الشيعي في " الأمالي " عن الحسن بن زياد قال: حدثنا محمد بن إسحاق
عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده مرفوعا به.
محمد بن إسحاق - هو صاحب المغازي - ثقة مدلس، وقد عنعنه، ولكن الآفة من
الحسن بن زياد، وهو اللؤلؤي؛ قال الذهبي في " الضعفاء ":
" كذبه ابن معين وأبو داود في حديثه ".
(تنبيه) : قال المناوي تحت هذا الحديث:
" واعلم أن للطبراني هنا ثلاث روايات: إحداها مرت في حرف الهمزة. وهذه
الثانية، وهما جيدتان. وله طريق ثالثة فيها جعفر بن الزبير، وهو كذاب كما
بسطه الحافظ الهيثمي ".
قلت: وفي هذا التعليم خطأ من وجهين:
الأول: أنه ليس للحديث طريق جيدة إلا التي أشرنا إلى حسن إسنادها.
والآخر: أن الطريق الثالثة التي فيها جعفر إنما هي بهذه الرواية.
وبالجملة، ففي كلامه تقوية الحديث المذكور أعلاه، وهو جد واه، فاقتضى
التنبيه.