معاوية بن يحيى وهو ضعيف، فله علتان، وصح من قول مطرف أخرجه مسدد.
قلت: وكذا أخرجه ابن عساكر (١٦ / ٢٩١ / ٢) عن مطرف.
وروي من قول عمر وغيره، فأخرج أبو عمرو الداني في " السنن الواردة في الفتن "(ق ١٢ / ١ - ٢) عن عيسى بن إبراهيم عن الضحاك بن يسار عن أبي عثمان النهدي قال: قال عمر بن الخطاب: " ليأتين على الناس زمان يكون صالحوا لحي فيهم في أنفسهم إن غضبوا غضبوا لأنفسهم، وإن رضوا رضوا لأنفسهم، لا يغضبون
لله عز وجل ولا يرضون لله عز وجل، فإذا كان ذلك الزمان فاحترسوا "، الحديث، لكن عيسى بن إبراهيم هذا وهو الهاشمي ضعيف جدا، وروى أبو نعيم في " أخبار أصبهان "(٢ / ٢٠٢) من طريق آخر عن عمر قال: " إن الحزم أن تسيء الظن بالناس "، وسنده ضعيف أيضا.
ورواه ابن سعد (٢ / ١٧٧) من قول الحسن البصري وسنده صحيح.
ثم إن الحديث منكر عندي لمخالفته للأحاديث الكثيرة التي يأمر النبي صلى الله عليه وسلم فيها المسلمين بأن لا يسيئوا الظن بإخوانهم، منها قوله صلى الله عليه وسلم:" إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ... " رواه البخاري (١٠ / ٣٩٥ - ٣٩٨) وغيره، وهو مخرج في " غاية المرام "(٤١٧) .
ثم إنه لا يمكن التعامل مع الناس على أساس سوء الظن بهم، فكيف يعقل أن يأمر صلى الله عليه وسلم أمته أن يتعاملوا على هذا الأساس الباطل؟ !