قلت: ووافقه الذهبي، فلم يصنع شيئا، لأن مجرد تسمية الراوي لا يزيل عنه
الجهالة العينية، فضلا عن جهالة الحال كما لا يخفى على أهل العلم، والذهبي
نفسه قد أورد ابن عمر هذا في " الميزان "، وقال: " لا يعرف "، لا سيما وهو
قد اضطربوا عليه في إسناده على وجوه:
الأول: ما تقدم من رواية الجماعة عنه.
الثاني: قال أحمد (٦/٣١٣) : حدثنا عفان قال: حدثنا حماد بن سلمة بن إلا أنه
قال عن أم سلمة قالت: قال أبو سلمة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
فذكره من مسند أبي سلمة!
وتابعه روح قال: حدثنا حماد بن سلمة به. أخرجه أحمد أيضا (٤/٢٧) .
الثالث: قال الترمذي (٢/٢٦٥) : حدثنا إبراهيم بن يعقوب حدثنا عمروبن عاصم:
حدثنا حماد بن سلمة به مثل الوجه الثاني، إلا أنه قال: " عن ثابت عن عمر بن
أبي سلمة "، لم يذكر ابن عمر في إسناده! وقال:
" حديث غريب من هذا الوجه ".
الرابع: أخرجه الخطيب في " التاريخ " (١١/٣٥٥) عن زهير بن العلاء: حدثنا
ثابت البناني عن عمر بن أبي سلمة عن أم سلمة مرفوعا.
لكن زهيرا هذا قال أبو حاتم:
" أحاديثه موضوعة ".
وأما ابن حبان، فذكره في " الثقات "!
ومما يرجح الوجه الثاني: أنه من حديث أم سلمة عن أبي سلمة، رواية عبد الملك
ابن قدامة الجمحي عن أبيه عن عمر بن أبي سلمة عن أم سلمة أن أبا سلمة حدثها:
أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: