" وفي سنده ضعف مغتفر في مثله ".
فغير مستقيم؛ لأن ظاهره أنه حسن، وكيف ذلك وفي سنده ثلاثة ضعفاء، وقد
اتفق من تكلم فيه على ضعفه؟ !
ثم بعد سنين، وقفت على الحديث في " الزهد " للبيهقي (٤٢/١) ، فإذا هو بلفظ:
" قدمتم خير مقدم، قدمتم من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر: مجاهدة العبد
هو اه ".
وكذلك رواه أبو بكر الشافعي في " الفوائد المنتقاة " (١٣/٨٣/١) من طريق عيسى
ابن إبراهيم البركي قال: نا يحيى بن يعلى قال: نا ليث عن عطاء عن جابر قال:
قدم على النبي صلى الله عليه وسلم قوم عراة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
فذكره.
قلت: وهذا سند ضعيف، ليث هو ابن أبي سليم، وهو ضعيف لاختلاطه، ويحيى بن
يعلى؛ الظاهر أنه الأسلمي، وهو ضعيف أيضا، وبقية رجاله ثقات.
والحديث رواه الخطيب أيضا في " تاريخه " (١٣/٥٢٣ - ٥٢٤) من طريق الحسن بن
هاشم عن يحيى بن أبي العلاء، قال: حدثنا ليث به.
والحسن بن هاشم؛ لم أجد له ترجمة.
ويحيى بن أبي العلاء لعله يحيى بن العلاء الكذاب، ولكن يغلب على الظن أنه
يحيى بن يعلى المذكور في سند أبي بكر الشافعي والبيهقي، تحرف اسم أبيه على
ناسخ " التاريخ "، فإنه المذكور في الرواة عن ليث. ويؤيده أن السيوطي أورد
الحديث في " الدرر " (ص ١٧٠) من رواية الخطيب متعقبا به على الحافظ ابن حجر
جزمه بأن الحديث من قول إبراهيم بن أبي عبلة، فلوكان في سند الخطيب الوضاع
المذكور؛ لما تعقب به السيوطي إن شاء الله تعالى.