من طريق أبي عبد الله الحافظ " بسنده " عن عنبسة بن عبد الواحد، عن أبي عمران عن أبي فاطمة الإيادي مرفوعا. وقال:
" قال أبو عبد الله: لم نكتبه عنه إلا بهذا الإسناد وأنما نعرف هذا الكلام عن محمد ابن الحنفية من قوله ".
قلت: وعلة هذا المرفوع أبو عمران هذا، فإنه لا يعرف إلا بهذه الرواية، ولم يذكروه في شيوخ (عنبسة بن عبد الواحد) وهو ثقة، ولا في الرواة عن (أبي فاطمة الإيادي) وهو مذكور في الصحابة.
وأما الموقوف على ابن الحنفية، فهو صحيح، أخرجه الحسن بن عرفة في " جزئه "(٥٠/١٥) ، ومن طريقه البيهقي (٨١٠٥) ، وابن عساكر في " التاريخ "(١٥/٧٣١) ، والذهبي في " السير "(٤/١١٧) . قال ابن عرفة: حدثنا عبد الله بن المبارك عن الحسن بن عمرو الفقيمي عن منذر الثوري عن محمد بن الحنفية قال: فذكره.
قلت: وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات.
قلت: عرفت مما سبق أن البيهقي رواه عن شيخه أبي عبد الله الحافظ - وهو الحاكم صاحب " المستدرك " - ولم يعزه السيوطي في " الجامع " إلا للبيهقي، فتعقبع المناوي في " فيض القدير " بقوله - عطفا على البيهقي -:
" وكذا الحاكم، وعنه ومن طريقه خرجه البيهقي مصرحا، فلو عزاه للأصل كان أحق ".
فأقول: كذا أطلق العزو للحاكم، وسلفه في ذلك الحافظ السخاوي في " المقاصد "(٣٥١/٩١٢) ، وذلك مما يوهم أنه أخرجه في كتابه " المستدرل "، وليس كذلك، فالظاهر أنه أخرجه في غيره من كتبه، ولعله في " تاريخ نيسابور"،