وأما ما نقله الدكتور محفوظ الرحمن في تعليقه على " البحر الزخار"(٣/١٨٤) عن الهيثمي أنه قال في نفس الموضع الذي أشرت إليه:
" رواه البزار، وإسناده حسن "!
فهو وهم محض، سببه أنه انتقل بصره حين النقل عنه إلى قول الهيثمي عقب الحديث الذي يلي هذا عنده مباشرة، وهو قوله:
" وعن ابن عمر: أن الزبير استأذن عمر في الجهاد؟ فقال: اجلس فقد جاهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه البزار، وإسناده حسن ".
على أن هذا التحسين غير مسلم، لأن البزار أخرجه عقب حديث الترجمة برقم (٢٥٩٦) من طريق فضيل بن مرزوق عن عطية عن ابن عمر، وهذا إسناد معروف ضعفه، وهو إسناد حديث:" اللهم بحق السائلين عليك. . . " المتقدم تخريجه وبيان ضعفه في المجلد الأول برقم (٢٤) ، والرد في مقدمته على الشيخ إسماعيل الأنصاري، الذي انتصر لشيخ الدعوة محمد بن عبد الوهاب رحمه الله بالباطل، والاعتداء على المؤلف ببهته والافتراء عليه، وتكلف تكلفا ظاهرا في تقويه الحديث، فراجعها فإنها مهمة.
نعم لحديث ابن عمر هذا طريق آخر يرويه قيس بن أبي حازم: أن الزبير استأذن عمر. . . فذكره.
أخرجه البزار أيضا (٢٥٩٧) ، وهو في " مسند عمر " من " البحر الزخار "(١/٤٦٦/٣٣٢) وقال: