به. وكذلك رواه الحاكم في " تاريخه " كما في " اللآلي المصنوعة "(١٣ - هند) ، إلا أنه قال:" العبدي " مكان " الإبري ".
فهذا كله يؤيد أنه أبو حفص، وليس حفصا كما في الرواية الأولى. وقد عرفت مما نقلناه عن الأئمة فيه أنه شديد الضعف، فمن الغريب أن ابن أبي حاتم لم يعل الحديث به، فإنه قال عقبه:
" هذا حديث منكر، يشبه أن يكون في الإسناد رجل لم يسم، وأسقط ذلك الرجل ".
فيبدو - والله أعلم - أن أبا حفص هذا ليس هو عند أبي حاتم العبدي المجروح، وإلا لأعل الحديث به، فقد ضعفه هو أيضا كما نقله عنه ابنه في " الجرح والتعديل "(٣/١٠٣) ، ولعل السبب هو أنه وقع في روايته أنه " الإبري " - نسبة إلى بيع الإبر وعملها - وأبو حفص عمر بن حفص العبدي لم ينسب هذه النسبة، فمن هو هذا الإبري؟ لم أجد أحدا ترجمه بكنيته أبي حفص؛ وبهذه النسبة " الإبري "، وإنما ترجمه العقيلي باسم " حفص الإبري " وهو خطأ من بعض الرواة كما تقدم عن الحافظ، وإذا كان كذلك فهو أبو حفص العبدي الإبري، له نسبتان الأولى نسبة إلى الجد، والأخرى إلى الصنعة. ولا مانع من مثل هذا الجمع، فقد يتوفر في بعض الرواة أكثر من نسبة واحدة، بل ومن نسبتين، فهذا - مثلا - سمي المترجم عمر بن رياح العبدي أبو حفص البصري الضرير، لما ترجمه الحافظ في " التهذيب " قال في حاتمتها:
" فتحصلنا على أنه ينسب ألوانا: عبدي، وسعدي، وباهلي "!
قلت: وأنا لا أستبعد أن يكون هو المترجم نفسه لأنه في طبقته وقد روى عن