لقد سبق في كلام ابن الجوزي أن محمد بن معاوية النيسابوري قد رواه عن محمد بن يزيد عن إسماعيل بن سميع، وأن ابن معاوية كذاب، وهو كما قال لكن يبدو أنه لم يتفرد به، فقد أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق "(٥/٤٨/١) من طريق أبي عمرو أحمد بن الحسن بن يحيى الروياني: أخبرنا أبو عمر محمد بن عيسى الواسطي: أخبرنا محمد بن معاوية النيسابوري به مقتصرا على الطرف الأول منه: " العلماء أمناء الله على خلقه ".
وروى الخطيب في " التاريخ "(٣/٢٧١) عن ابن حبان قال:
" وجدت في كتاب أبي بخط يده: ذكر لأبي زكريا (يعني يحيى بن معين) : أن محمد بن معاوية النيسابوري حدث عن محمد بن يزيد عن إسماعيل بن سميع عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الرسل أمناء الله؟ فقال أبو زكريا: هذا باطل وكذب، ما حدث محمد بن يزيد عن إسماعيل بن سميع بشيء ولا سمع منه، ولا سمع إسماعيل بن سميع (الأصل: ابن رافع) من أنس شيئا، ومحمد بن معاوية حدث بأحاديث كثيرة كذب، ليس لها أصول.... ".
قلت: لكن لم يتفرد به ابن معاوية، فقد قال ابن الأعرابي في " معجمه "(٥٦/٢) ، ومن طريقه القضاعي في " مسند الشهاب "(١/٢ - الكراس الثاني) : أخبرنا محمد بن عيسى: أخبرنا محمد بن الصباح الجرجرائي: أخبرنا محمد بن يزيد عن إسماعيل بن سميع به بلفظ: " العلماء أمناء الله على خلقه ".
وهذه متابعة قوية؛ لأن الجرجرائي هذا؛ وثقه أبو زرعة وغيره، وقال الحافظ:
" صدوق ".
وسائر الرجال ثقات أيضا، ومحمد بن عيسى هو الواسطي المعروف بابن أبي