قلت: وممن ضعفه ابن معين، غير أن ابن حبان ناقش هذا التضعيف بحجة أنه لا يروي إلا عن علي الألهاني وعبيد الله بن زحر؛ وكلاهما ضعيف، فلا يمكن الحكم عليه بضعف أو توثيق ما دام أنه لا يروي عن ثقة حتى يتبين حديثه؛ هل وافق الثقات أو خالفهم؟ فراجع كلامه فإنه جيد متين، وإن كانت النتيجة أنه يعامل معاملة الضعفاء شأن كل المجهولين الذين لم يضعفوا. والله أعلم.
وقد روي الحديث بلفظ:
" مثل المؤمنة كمثل غراب أبقع في غربان كثيرة، أو قال: الغراب الأعصم " قلنا يا رسول الله! أفتنا فيهن، قال:
" إن منهن ما إن أعطين لم يشكرن، وإن لم يعطين اشتكين ".
أخرجه أبو الشيخ ابن حيان في " الأمثال "(٢٣٨) من طريق سعيد بن زربي عن الحسن عن ميمونة مولاة النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعا.
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ سعيد بن زربي قال الحافظ:
" منكر الحديث ".
والحسن - هو البصري - وهو مدلس.
وأما حديث:
" لا يدخل الجنة من النساء إلا من كان منهن مثل هذا الغراب في الغربان يعني غرابا أعصم أحمر المنقار والرجلين ".
فهو حديث صحيح، سبق تخريجه في " الصحيحة " برقم (١٨٥٠) .