قلت: مدارهما على الرجل الفهمي، فإن صدق ظن مسعر أن اسمه محمد ابن عبد الرحمن، لم يفد شيئا لأنه لا يعرف، كما يشير إلى ذلك قول أبي نعيم عقب الحديث:
" محمد بن عبد الرحمن مدني، تفرد بالرواية (يعني لهذا الحديث) عن عبد الله بن جعفر، ولا أعلم روايا عنه غير مسعر ".
قلت: وهو من الرواة الذين فات المصنفين في التراجم ذكره في كتبهم! وما ذكره أبو نعيم من التفرد مردود بقول أحمد في " المسند "(١/٢٠٤) ك حدثنا نصر ابن باب عن حجاج عن قتادة عن عبد الله بن جعفر مرفوعا.
ولكنه إسناد واه جدا؛ حجاج - وهو ابن أرطاة - مدلس، وطذلك قتادة.
ونصر بن باب؛ أورده الذهبي في " الضعفاء والمتروكين " وقال:
" قال االبخاري: يرمونه بالكذب ".
ولضعف هذا الإسناد الشديد؛ فلا يصلح شاهدا للذي قبله، فيبقى الحديث على ضعفه حتى نجد له شاهدا معتبرا.
وقد وجدت له شاهدا آخر، ولكنه كسابقه في الضعف أو أشد، فإن فيه أصرم ابن حوشب وهو كذاب خبيث كما قال ابن معين، أخرجه الطبراني والحاكم من طريقه، وهو مخرج في " الروض "(٣٧٦) .
لكن ذكر له الهيثمي (٥/٣٦) شاهدا آخر من حديث عبد الله بن محمد قال:
" ... وأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بطعام، فأقبل القوم يلقمونه اللحم فقال رسول