المقدسي في رسالة " تحسين الطرق والوجوه في قوله عليه السلام: اطلبوا الخير عند حسان الوجوه " فإنه ساق كل ما روي من الأحاديث في هذا الباب، دون أي تحقيق، سوى قوله:" روى فلان، روى فلان "!! مما دل على أنه ليس من أهل العلم بهذا الفن الشريف، نعم لقد استغرب حكم ابن الجوزي بالوضع على الحديث، ثم نقل كلام السيوطي في تعقبه عليه، وغالب طرقه لا تخلو من متروك أو متهم. ونقل عنه أنه قال:
" وأصلح طرقه حديث عائشة، وحديث ابن عباس ".
وقد مضى أن لحديث عائشة طريقين في أولهما جهالة راويين، غفل عنهما السيوطي؛ فأخذ يتكلم على من دونهما وهو المليكي وإسماعيل بن عياش، ويقوي أحدهما بالآخر! والعلة ممن فوقهما!
وأما حديث ابن عباس؛ فاحتج السيوطي بأن طلحة بن عمرو الذي في الطريق الثانية، ومصعب بن سلام الذي في الثالثة؛ يصلحان للمتابعة. وكنه غفل عما قيل في الأول مما هو صريح في أنه لا يصلح للمتابعة كقول أحمد والنسائي:" متروك الحديث ". وقول ابن سعد:" ضعيف جدا ". وتقدم قول الحافظ ابن حجر فيه:" متروك "، فمثله لا يصلح للمتابعة ولا كرامة.
وأما مصعب بن سلام؛ فلعله كما قال؛ على أن البزار قال فيه:" ضعيف جدا ". ومع ذلك فقد خفي على السيوطي أن فوقه ومن دونه من لا يعرف؛ كما تقدم.
ثم زعم السيوطي بأن أحسن طرق الحديث طريق الطبراني المذكورة في الرابعة