قلت: ومحمد بن كثير - وهو الصنعاني - فيه ضعف. والراوي عنه لم أعرفه.
وأخرج أبو بكر بن المرزبان في " المروءة "(٢/١) من طريق الواقدي: حدثنا ابن أبي سبرة قال:
" رفع إلى عمر بن الخطاب رجل جنى جناية، فقيل له: يا أمير المؤمنين إن له مروءة، قال: استوهبوه من خصمه فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال:.... فذكره بلفظ:
" تجاوزوا لذوي المروءة عثراتهم، فوالذي نفسي بيده إن أحدهم ليعثر، وإن يده لفي يد الله عز وجل ".
قلت: وهذا مع انقطاعه؛ فإن ابن أبي سبرة متهم بالكذب، ومثله الواقدي.
وبالجملة فطرق الحديث كلها واهية، وبعضها أشد ضعفا من بعض، ليس فيها ما يأخذ بعضد الآخر، وقد قال الهيتمي الفقيه في " أسنى المطالب " (٢٧/٢) :
" ورواه ابن الجوزي في " الموضوعات "، والحق أنه ضعيف ".
(تنبيه) : ألفاظ الحديث في هذه الطرق كلها متقاربة - باستثناء حديث الواقدي - غير حديث ابن عباس عند الخطيب؛ فإنه بلفظ:
" تجاوزوا عن ذنب السخي، وزلة العالم، وسطوة السلطان العادل، فإن الله تعالى آخذ بأيديهم كلما عثر عاثر منهم ".
فهو عندي باطل بهذا اللفظ، لأنه مع كونه من رواية ليث بن أبي سليم كما تقدم، فإنه لم تقع هذه الزيادة في شيء من طرقه، ولا طرق غيره، إلا في رواية الخطيب هذه، وفيها هناد بن إبراهيم أبو المظفر النسفي؛ قال الذهبي: