فقيل له: إن سعدا رجل إذا أنت رفقت به كنت قمنا أن تصيب منه حاجتك، وإن أنت خرقت به كنت قمنا أن لا تصيب منه شيئا، فجلس أياما لا يسأله عن شيء حتى استأنس به، وعرف مجلسه، ثم قال: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم (إن الذين يكتمون ما انزلنا من البينات والهدى) إلى آخر الآية، قال: فقال سعد: هات ما قلت، لا جرم والذي نفس سعد بيده، لا تسألني عن شيء أعلمه إلا أنبأتك به، قال: أخبرني عن عثمان، قال:
كنا إذ نحن جميع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أحسننا وضوءا وأطولنا صلاة؛ وأعظمنا نفقة في سبيل الله. فسأله عن شيء من أمر الناس، فقال: أما أنا فلا أحدثك بشيء سمعته من ورادنا، لا أحدثك إلا بما سمعت أذناي، ووعاه قلبي، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره.
قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا مسلسل بالعلل:
الأولى: الانقطاع بين الحسن وسعد.
الثانية والثالثة: ضعف ابن جدعان والربيع بن صبيح.
الرابعة: زنبور هذا - وهو لقبه - ضعيف جدا؛ قال البخاري:
" ذاهب الحديث ". وقال أبو حاتم:
" متروك الحديث ".
وبهؤلاء الثلاثة أعله المناوي، لكن فاته عزوه للخطيب، وقد خولف (ابن زنبور) هو أو شيخه، فقال حماد بن سلمة: عن علي بن ريد، عن أبي عثمان، عن خالد بن عرفطة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" يا خالد! إنها ستكون بعدي أحداث وفتن واختلاف، فإن استطعت أن