قلت: فأنت ترى أن أكثر الروايات عن ابن معين تميل إلى تضعيف الحديث وكأنه لذلك تأول الخطيب الرواية الأولى عنه بأنه لا يعني صحة الحديث نفسه وإنما يعني ثبوته عن أبي معاوية ليس إلا، فقال عقبها:
" قلت: أراد أنه صحيح من حديث أبي معاوية، وليس بباطل، إذ قد رواه غير واحد عنه ".
قلت: وقد وقفت على جماعة تابعوا أبا الصلت في روايته عن أبي معاوية، فأنا أسوق لك أسماءهم للنظر في أحوالهم:
الأول: محمد بن الطفيل. قال محمد بن أبي يحيى المتقدم ذكره عن يحيى بن معين أنه قال: حدثني به ثقة: محمد بن أبي يحيى المتقدم ذكره عن يحيى بن معين أنه قال: حدثني به ثقة: محمد بن الطفيل عن أبي معاوية. كذا في " منتخب ابن قدامة "(١٠/٢٠٤/١) .
قلت: وهذه متابعة قوية إن صح السند عن ابن الطفيل فإنه " صدوق " كما في " التقريب "، لكن ابن أبي يحيى فيه جهالة كما سبق.
الثاني: جعفر بن محمد البغدادي أبو محمد الفقيه.
أخرجه الخطيب في " التاريخ "(٧/١٧٢ - ١٧٣) من رواية محمد بن عبد الله أبي جعفر الحضرمي عنه: حدثنا أبو معاوية به. قال أبو جعفر:
" لم يرو هذا الحديث عن أبي معاوية من الثقات أحد، رواه أبو الصلت فكذبوه ".
قلت: فيه إشارة إلى أن جعفر بن محمد ليس بثقة، وقد قال الذهبي: